الوجيز في تاريخ الوقائع الاقتصادية
(0)    
المرتبة: 104,842
تاريخ النشر: 30/05/2018
الناشر: دار الحامد للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:لا يختلف إثنان في أن التاريخ الإنساني حافل بالكثير من الأحداث والوقائع التي أرّخ لها العلماء والمفكرون في مختلف مناحي الحياة الإنسانية، سياسية كانت أم ثقافية، أم إجتماعية وإقتصادية.
على أن الإلمام الجيد بهذه الجوانب وغيرها لم ير النور إلا لمّا انقسمت العلوم وأصبح لها موضوعاتها، لذلك لما ظهر علم ...الإقتصاد بدأ التاريخ لأحداثه ووقائعه، ولعل هذه الوقائع مثلت جزءاً من الفكر الإقتصادي الثري بالأفكار ووجهات النظر.
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب الذي حاول المؤلف من خلاله إبراز أهم الوقائع والأحداث الإقتصادية التي حدثت في مناطق من العالم وكان لها صدىً كبيراً في الشرق والغرب، حيث اعتبر بعضها إيجابياً ساهم في إزدهار وتقدم الحضارة الإنسانية على غرار الثورة الصناعية التي أبرزت قطاع الصناعة لقطاع رائد ساهم في تطوير باقي القطاعات الأخرى.
في حين أنه كانت هناك أحداثاً ووقائع أخرى نم تاريخ الفكر مخيبةً للآمال كالأزمات الإقتصادية والمالية القديمة والمعاصرة، وكذا النظام العالمي الجديد، لما أوجده من مآسي ومشاكل؛ عانت منها الشعوب والطبقات الضعيفة...
وهكذا يبين المؤلف أن هناك من الوقائع ما كانت إيجابية في بدايتها ولكن سرعان ما كثرت عيوبها وسقطت بسقوط من عمل بها؛ كالتجربة أو النهج الإشتراكي الذي كان قد تبناه ساسة بعض بلدان العالم والذين خرجوا منهكين؛ إما جرّاء آثار الإستعمار القديم عليهم وعلى شعوبهم (كالجزائر)، أو من ظلم وعبث حاكميهم (روسيا ومصر) حتى يقيموا عدالة مشاعة ما بين جميع الناس؛ مؤكداً أن تعارض هذا النهج مع الفطرة الإنسانية من جهة؟ وعيوبه الكثيرة التي نتجت عنه كالمحسوبية، البيروقراطية والإتكالية من جهة أخرى، كلها أسباب عجلت برحيله، عكس ما تنبأ به مؤسسوه المنظرين مثل: ماركس وإنجلز.
ويضيف المؤلف أنه ومع كثرة الأحداث والوقائع الإقتصادية وعدم تمايز بعضها كثيراً، أو نظراً لضعف تأثيرها على رقعة هامة من العالم؛ خصوصاً ما تعلق بالأزمات الإقتصادية، لذا وقع إختياره على عدد من الوقائع التي استلهم منها العديد من الدروس، والتي يمكن أن يستفيد منها أفراد أو جماعات، ساسة أو موسوسين، وذلك في عملية التدبير للمستقبل، لتجنب أو التقليل من أخطاء الماضي، على أساس أن نفس الأسباب قد تؤدي إلى نفس النتائج.
وعليه، يمكن القول بأن هذه الدراسة إنما تمثل تلخيصاً لأهم الأحداث والوقائع الإقتصادية التي عرفها تاريخ الفكر الإقتصادي، وقد ضم ستة مباحث، دار الحديث في الأول منها حول مفهوم وموضوع الوقائع أو الأحداث الإقتصادية، والفروق التي بينها وبين مفاهيم تلك الوقائع والأحداث الإقتصادية المشابهة لها.
بينما تناول المبحث الثاني الثورة الإقتصادية وكيفية ظهورها وأين ظهرت، ومظاهرها، ثم إنعكاساتها على دول العالم، بينما تطرق المبحث الثالث إلى موضوع أزمة الكساد العالمي في سنة 1929؛ على إعتبار أنها من أوائل الأزمات التي عرفها العالم المعاصر حتى قبل الحرب العالمية الثانية، والتي دار حينها سيل من الأحاديث بخصوص أسبابها ومظاهرها وإنعكاساتها والسبيل إلى حلّها.
أما في المبحث الرابع فتم تخصيصه للحديث عن التجربة الإشتراكية من حيث جذورها التاريخية، ثم تطبيقها على أرض الواقع كما في التجربة الروسية، ومن ثم إنتشارها في مجموعة دول، مشكّلة بذلك قطباً جديداً مثّل المنافس الرأسمالية، وثم في المبحث الخامس تلخيص أهم الأزمات الإقتصادية التي حدثت بعد الحرب العالمية الثانية، والتي تباينت أسبابها ومسبباتها ومظاهرها وطرق حلّها من أزمة إلى أخرى.
وأخيراً تم تذييل هذه الدراسة في المبحث السادس بالحديث عن الشكل الجديد للنظام الإقتصادي العالمي من حيث ماهيته ومؤسساته ومظاهره ثم أخيراً مستقبل العالم من خلاله، ويمكن القول بأن هذا الكتاب المرسوم بــ "الوجيز في تاريخ الوقائع الإقتصادية" إنما يمثل ريادة وإضافة نوعية، وإثراء للمكتبة العربية، بهدف تحقيق فائدة كبيرة للمهتمين والطلاب والباحثين في مختلف جوانب الدراسات الإقتصادية. إقرأ المزيد