ضعف المناعة اللغوية والهوية المرتعشة في المجتمعات المغاربية
(0)    
المرتبة: 254,037
تاريخ النشر: 16/08/2017
الناشر: دار الروافد الثقافية
نبذة الناشر:يتضمن هذا الكتاب حصادَ تفكيرنا وبحثنا النظري والميداني لمدة ثلاثة عقود في المسألة اللغوية في المجتمعات المغاربية على الخصوص. يعتمد البحث والتفكير في فصول هذا الكتاب على منظور العلوم الاجتماعية وفي طليعتها علما الاجتماع والنفس.تركز محاور الكتاب من خلال مقاربات تلك العلوم على وضع اللغة العربية المرتعش في تلك البلدان ...التي سقطتْ في قبضة الاستعمار الفرنسي في القرنين التاسع والعشرين.
ومن ثمّ، لا يهتم الكتاب بالحالة المتردية للغة الضاد في النحو والصرف والإملاء والتعبير لدى الجزائريين والتونسيين والمغاربة، وإنما تلقي فصول الكتاب أضواء كاشفة على العلاقة النفسية والاجتماعية والثقافية غير السليمة لدى مواطني ومؤسسات هذه الأقطار مع اللغة العربية، اللغة الرسمية الوطنية الأولى فيها . قد يكون هذا الكتاب الأول من نوعه الذي يكثف دراساته على الأبعاد النفسية والاجتماعية الثقافية غير الطبيعية مع اللغة العربية التي أنشأتها وتنشئها ظروف ومسارات تلك المجتمعات وتأتي في الصدارة الهيمنة الاستعمارية الفرنسية لأكثر من قرن في الجزائر ولعقود كثيرة في تونس والمغرب.
قاد التفكير والدراسة للظواهر اللغوية العديدة في تونس والجزائر والمغرب إلى استنباط وابتكار مفاهيم ومقولات ونظريات جديدة لها علاقة بقضية اللغة العربية في تلك المجتمعات أو لها علاقة بظاهرة اللغة في المجتمعات البشرية بصفة عامة. نقتصر على ذكر أسماء بعض المفاهيم التي توصلنا إليها انطلاقا من دراسة الواقع اللغوي الاجتماعي والثقافي والنفسي لتلك المجتمعات: 'التخلف الآخر'، ' الثنائية اللغوية الأمارة'، 'التعريب النفسي' و'الغصة اللغوية'. أما أهم نظرية توصلنا إليها بواسطة التفكير والبحث في المسألة اللغوية فهي نظرية 'الرموز الثقافية' أو' البعد الثالث للإنسان' المنادية أن الإنسان كائن رموزي ثقافي بالطبع وأن اللغة هي أم الرموز الثقافية جميعا. يمكن اعتبار حصاد هذا الكتاب سابقة في الوطن العربي إذ لا نكاد نجد مساهمات المتخصصين العرب بمفاهيمهم ومقولاتهم ونظرياتهم الوليدة من تربة وقائع وحقائق النسيج الاجتماعي للمجتمعات العربية. إن تركيز فصول هذا الكتاب على العلاقة غير السليمة بين المجتمعات المغاربية ومواطنيها مع اللغة العربية يطرح قضية الهوية اللغوية لدى الشعوب المغاربية، لأن اللغات تمثل بطاقات هويات في المجتمعات البشرية. فقد ساعدتْ مفاهيمنا على كسب رهان تشخيص ملموس للعلاقة بين الهوية واللغة على المستويين النظري والميداني بحيث لم يعدْ الخطاب حول أسس ومكوٍّنات الهوية أمرا فضفاضا بل أصبح يتمتع بكثير من الشفافية والمصداقية في طرح العلوم الاجتماعية للموضوع. وهكذا، يجوز القول إن فصول هذا الكتاب ترسم خريطة للهوية اللغوية المرتعشة في تلك المجتمعات وذلك عبر سلوكيات لغوية فردية وجماعية تُضعف من الانتماء الصلب إلى الهوية اللغوية العربية. فالكتاب هو عبارة عن كشاف لقضية تنافس وتنازع اللغة الفرنسية مع اللغة العربية في مجتمعات المغرب العربي حيث تمتّعت وتتمتع لغة المستعمر بالغلبة في حالات كثيرة على اللغة العربية قبل الاستقلال وبعده وما لذلك من آثار سلبية على هويات هذه الشعوب إلى حد ارتعاشها وتصدعها بطريقة خطيرة جدا خاصة لدى بعض الفئات المتأثرة كثيرا باللغة الفرنسية وثقافتها. إقرأ المزيد