اتجاهات الرأي العام العربي نحو مسألة الوحدة
(0)    
المرتبة: 162,151
تاريخ النشر: 01/01/1992
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
نبذة نيل وفرات:"اتجاهات الرأي العام العربي نحو مسألة الوحدة" هي دراسة توضع بين يدي القارئ، وهي حصاد مجهود علمي دام ثلاث سنوات، وتناولت أهم مسألة تشغيل العرب في تاريخهم الحديث ألا وهي قضية الوحدة العربية. إن ما كتب في هذا الموضوع طوال قرن من الزمن هو كمٌ هائل يصل إلى مئات ...الكتب وآلاف المقالات، وما بذل في سبيل الوحدة طوال الحقيقة نفسها كيفٌ هائل من التضحيات بالأرواح والأموال والآلام. فباسم الوحدة دبج الشعراء القصائد، ورفع العسكريون البنادق، ومن أجل الوحدة سارت المظاهرات، ووقعت الانقلابات، وتفجرت الثورات. ومع ذلك فإن الوحدة العربية لم تنجز بعد، فهل دبّ اليأس في نفوس العرب؟ أو خفقت الآمال في الوجدان العربي، أو صرفهم عنها ما هو أهم؟ هل يمرّ العرب بمرحلة انتكاس في مسيرتهم القومية الطويلة، سرعان ما يفيقون منها ليواصلوا هذه المسيرة؟
قد تختلف الإجابات حول هذه الأسئلة وغيرها، وقد تتحاور الآراء وتتصارع من أجل الكشف عن "الحقيقة". ولكن أحد السبل الأكيدة في نشدان "الحقيقة" هو مواصلة الرصد والتحليل والتفسير للظواهر الإنسانية. وليس هناك ما هو أهم من القضية القومية بالنسبة للعرب. وبالتالي فهي الأحرى بالرصد والتحليل والتفسير. لقد تتابعت أجيال المثقفين العرب جاهدت بفكرها من أجل الوحدة. وما يقدمه الباحث في هذا الكتاب هو إسهام جيل جديد من الذين تفتح وعيهم السياسي في الخمسينات والستينات، أي في مرحلة المدّ القومي العربي الذي قاده عبد الناصر، وحزب البعث، وحركة القوميين العرب، وأسهمت فيه تنظيمات سياسية عديدة. ولكن هذا الجيل نفسه شهد انتكاسة الحركة القومية تبعتها انتكاسات أشاعت الكآبة القومية في أعمق أعماق الوجدان العربي. وفي أوقات النكبات يبحث الناس، كل الناس، عن طريق للخلاص، البعض، بعض العرب، انسحب حقيقة أو مجازاً من معترك الساحة القومي، البعض الآخر ذهب على عجل يفتش في إيديولوجيا الآخرين وتجاربهم بحثاً عن مخرج. بعض ثالث لجأ إلى السلفية أو التراث يحتمي فيه بالماضي خوفاً من الحاضر والمستقبل. بعض رابع انكفأ على محيطه القطري الضيق، أو أدهى من ذلك على محيطه العشائري أو الطائفي الأضيق ظناً منه أن ذلك طريق النجاة. بعض خامس هرول إلى عبودية الاعتماد على قوى خارجية كان العرب قد ناضلوا طويلاً للتخلص من أسرها واستقلالها.
هناك مع ذلك من لم يفقدوا وزنهم أو يغيب وعيهم في مواجهة النكبة، فانبروا على قلتهم يتلمسون الحقيقة بالعمل والأمل، ومقدمو هذه الدراسة ينضمون إلى هذا الفريق، وذلك من خلال هذا العمل الاجتماعي الحديث لفهم أكثر دقة وعقلانية لواقعنا العربي. وذلك من خلال هذه الدراسة الميدانية لاتجاهات الرأي العام العربي نحو قضية الوحدة العربية وما يتصل بها من مسائل. إقرأ المزيد