تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: دار التنوير للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:الانترنت عالم فسيح، وهو مكوّن ثقافي في المجتمعات الحالية. فهو يشكل من وجهة نظر العالم المتطور امتداداً للحرية الفكرية، ووسيلة تفضي بالباحث إلى كل مالم يخطر بباله. فاستخدام الناس للانترنت جلّه استخدام معرفي، غرضه الاستفادة والاطلاع والتمتع.. إنه المرآة التي تنعكس على سطحها الثقافة الحيّة في العالم، والثقافة المغيبة ...في بقاع الكون؛ بقاع يصبح الانترنت فيها مجرد شاشة، وليس كما يفترض؛ أدارة بحث.
ثمة فضيلة كبيرة في انتشار الانترنت: وهي الشعور بحرية التعبير وإحساس المتلقي – المشارك بفرديته. فالانترنت يحرر الثقافة في نخبوية زائفة: فالنشر في الانترنت يولّد شعوراً إنسانياً لدى الكاتب الهامشي إزاء فرديته: صفة المقدس التي يتحجّب بها كثير من الأسماء الزائفة، تنزع عنهم ونحن مؤسساتهم وعما يمثّلونه من فكر. فأغلب كتاب اليوم، الهامشيون خصوصاً، الذين كانوا يعانون من النشر على الورق في بلدانهم، وجدوا في الانترنت فرصة أكبر للحظي في كتابات أجرأ وأعمق حتى مما كانوا يطمحون إلى التعبير عنه ورقيّاً، غير أن البعض يشط أحياناً، ناسياً أن التعبير الحقيقي عن حرية حقيقية يتطلب، دوماً، أن يستبصر كل فرد بعمق مسؤوليته الخاصة، على حد تعبير هو كهايمر. من هنا برزت فكرة إيلاف. أما ما هي إيلاف؟! فلأن كل الدراسات والمؤشرات تؤكّد أن عالم الانترنت شكّل وسيشكّل اتساعاً لا حدود له، في تغيير الصيغة الإعلامية وتحوير الفكر الإنساني، مما يؤكّد الحاجة إلى عمل إعلامي مميز. وعليه، فإن إيلاف مشروع إعلامي متكامل. تضم فيه الصحفية بما لها من مداليل وأصول وجذوع إلى منظومة شقيقاتها الإعلاميات الأخرى. إنها تدمج ذلك الألق الصحافي الذي يجده القارئ في الجريدة، بتلك الأنهار الإعلامية التي أصبحت متداخلة بينها وبين نفسها. بالإضافة إلى ذلك؛ فإن إيلاف أداة إعلامية مستقلة تريد نقل التجربة الحديثة في تقديم الخبر والمعلومة، دون حرج، وبلا أية حساسيات، لا نسبية، ولا مفرطة في الارتفاع. وأيضاً، إن إيلاف لا تنتمي إلى تيار، ولا تعتبر عن حزب، ولا تقف مع دولة ضد أخرى. بل هي نافذة العربي على العالم، وجسر العالم إليه. وبالنسبة للقائمين على إيلاف، فاعتقادهم راسخ بأن الصحافة شيء والرأي شيء آخر، فإذا احتُرم الرأي وتم تقديره ووضعه في الاعتبار الذي يستحقه؛ فإن مهنة الصحفي لا قداسة ولا استشهاد ولا مزايدة فيها... هي ببساطة خدمة حضارية لملاح انترنتي يحتاج إلى الإشباع.
إنّ "إيلاف" هي جريدة الجميع وإلى الجميع، ولها حضورها عبر شبكة من المراسلين المتحركين في ساحات الحدث: سياسياً، اقتصادياً، ثقافياً، فنيّاً، موسيقياً، رياضياً، اجتماعيّاً، علميّاً، طبيّاً، وحرصاً على أن يكون بينها وبين زوارها تفاعل حيّ، كان هناك حرص على توفير نافذة للصحة، تقدمها إيلاف بالتعاون مع الشركة الأوروبية "إيمان" كي تخدم الملاح العربي، والأجنبي عبر وسائل متعددة من الإيضاح، كذلك هناك خدمة السيارات التي تقدمها "إيلاف" بالاشتراك مع أمبا AMPA.
ويبقى أن اهتمام "إيلاف" بالمستقبل الانترنتي، وحرصها على مواكبة جديد التقنية وثورة الاتصالات، لن يكون على حساب اهتمامها بمجريات الأمس، البعيد منه والقريب، بكل مافيه من أسرار لم تنكشف ألغازها بعد، وحكايات لم يفرج عنها رواتها حتى الآن. ومن هنا تفاجئ "إيلاف" عالم الصحافة العربية بمذكرات تقول ما لم يُقل من قبل، وكتب تحكي مالم يُحكَ حتى الآن، وروايات تثير ما تثير من زوامع الأسئلة والتساؤلات.. هذه هي "إيلاف" إعلام حلمي أكثر واقعية من الواقع نفسه.
ولتبيان وجه إيلاف الثقافي والفكري، وذلك بمناسبة مرور 15 سنة على ميلاد "إيلاق" تم إعداد هذه الأنطولوجيا، التي ما هي إلا جزء جد قليل من أرشيف إيلاف لمأهول المواد المتنوعة... على أمل أن يتبين أن إيلاف تناولت مواضيع جريئة في وقت كان من الصعب طرحها أو مناقشتها. وإلى هذا، فقد ضم الكتاب مقالات متنوعة، متضاربة الشكل والمضمون، وحوارات وأجوبة كتاب وشعراء على استفتاءات، وفي نهاية كل مقال أو حوار أو جوار، يجد القارئ تاريخ نشره في إيلاف. وعلى الرغم من أن معظم هذه المواد نُشر في السنوات الست الأولى من مسيرة إيلاف نحو إعلام حر؛ إلا أنه مازال، ولا يزال، ساري المفعول بتناوله، وعلى نحوٍ نقدي، لكلّ من يساهم في أخذ المجتمع العربي المعاصر، نحو آفاق عموديّة. إقرأ المزيد