تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: عويدات للنشر والطباعة
نبذة نيل وفرات:تقول المؤلفة بأنه تبدو لنا الفلسفات العقلانية الكبرى في القرن السابع عشر، وعند مقارنتها ببعضها على ضوء القضايا التي خلفها النظام الديكارتي، مقسومة اثنتين بمقابل اثنتين: من ناحية أولى: مالبرانش وسبينوزا، وهما يطعان في الله، كل فاعلية وكل معرفة حقيقية، ومن ناحية ثانية ليبنتيز وديكارت وهما يؤكدان على نمو ...القوى الكامنة في الذهن البشري. أما سبينوزا فرغم قوله بأن المقدار هو ماهته الأجسام، يضع فيه قوة يشدد ليبنتيز على أهميتها بعكس قول ديكارت ومالبرانش بجمود المادة. واستبعاد الغائية من العلوم الطبيعية مما يقرب سبينوزا من ديكارت كما أن رفضهما المشترك للجدل حول الأهداف الإلهية، وأفكارهما هذا التشبيه، يقضيان سلفاً على التوضيحات التي يقدمها مالبرانش وليبنتيز بخصوص دقة الصفة الإلهية. وأخيراً، في مشكلة الحرية لا تجد واحداً يترك للحرية الإنسانية ذلك المجال الفسيح. غير أنها وجدت بأن مالبرانش يتمسك بالقدرة الدائمة على القبول أو الرفض، وهي قدرة وضعها ليبنتيز وسبينوزا ضمن شبكة محكمة من الأسباب والمسببات. ثم إن الجديد في حتمية سبينوزا إنما هو تلك الوحدة بين السببية الطبيعية والسببية العقلية التي ناقض بها الجدل التقليدي حول المعرفة المسبقة بالأشياء الممكنة الوجود وهو جدل جعل ليبنتيز ومالبرانش ينطلقان من الفلسفة وينتهيان إلى اللاهوت.
وتضيف المؤلفة بأن هذه الخطوط العريضة، لا تأخذ بالاعتبار النية الخاصة بكل نظام فلسفي. "فالعقلانية الكبرى" هي أيضاً نمط من التفكير خاص "بالقرن العظيم" والنظام التام الموجود "في هذه الأبنية التي صممها وشادها مهندس واحد" يجعلها، في وقت واحد، متقاربة وغير قابلة للمقارنة، بل متباعدة في أحيان كثيرة. وكل دعوى أساسية، ترتبط بالكل ارتباطاً شديداً يجعل كل طرف يبرر الآخر. فالوضوح التام مثلاً، يستخدم لإثبات وجود الله عند ديكارت، بينما الله في النتيجة، هو الذي يبرر قيمة هذا الوضوح. ورؤيا المعاني الثابتة في العقل الكلي والانسجام المسبق، يرتبطان ارتباطاً كلياً بالله، مما يجعل مالبرانش وليبنتيز يجدان فيها أفضل دليل على وجود الله، وهو، في مطلق الأحوال، دليل لا ينفصل عن أخص خواص هاتين الفلسفتين.
وأخيراً، تجد المؤلفة بأن الكمال الأوحد لإله سبينوزا يتخذ أبعاداً جديدة عندما نكتشفه بالحرس على أنه أساس كل نمو وأنه باعث المجتمع الإنساني. هكذا تقدم المؤلفة من خلال كتابها تلخيصاً وجيداً للنظم الفلسفية الأربعة الأكثر أهمية في عصر النهضة العلمية والفلسفية في القرن السابع عشر وهي نظام ديكارت ثم مالبرانش ثم سبينوزا ثم ليبنتيز غير أن القارئ يلاحظ بأن شخصية ديكارت طغت على الدراسة باعتباره مؤسس النهضة الفلسفية في القرن السابع عشر وباعتبار أن شخصيات الفلاسفة الآخرين تبرز بالمقارنة مع ديكارت. إقرأ المزيد