الديانة الحثية في بلاد الأناضول
(0)    
المرتبة: 78,275
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار زهران للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:كان للإنسان في بلاد الأناضول شأنه في ذلك شأن أخيه الإنسان في بقية المناطق معتقدات دينية مستوحاة من قدراته وملاحظاته وتجارية المكتسبة، خاصة في بعض المواقع التي عثرت فيها الأدلة الأثرية بها والتي يمكن من خلالها فهم طليعة بعض المعتقدات الدينية التي سادت في تلك المواقع ويرى الباحثون أن ...تلك المعتقدات لم تكن نشأتها الأولى مجرد عاطفة روحانية اكتسبها الإنسان وتوارثها مع الأجيال، بل كانت حاجة ماسة شعر بضرورة وجودها لحماية ومعاونته في مسيرة حياته، وربما كان للعامل الإقتصادي أثرهُ المباشر في تبلور تلك المعتقدات عندما استقرت التجمعات السكانية في مستوطنات زراعية ثابتة، وتحولت حياتها من التنقل إلى إنتاج الغذاء ويمكن الإفتراض أن إستمرار ذلك الإستقرار في إنتاج الغذاء كان يتطلب من تلك التجمعات إرضاء أو تقديس قوى الطبيعة المتحكمة بذلك الغذاء عندها.
وبذلك أصبح العامل الديني ملازماً بصورة مباشرة بالدافع الإقتصادي، فقد اعتقد الإنسان عبر تجاربهُ الطويلة أهمية ذلك الترابط، لذلك كرسّ جهودهُ في سبيل دعم الإعتقاد وتكييفه بما يلائم البيئة ومفاهيم المجتمع الذي كان يعيش فيه، وقد تبع ذلك التصور محاولة تجسيم تلك القوى الطبيعية التي آمن بها أو قدسّها في حدود تصوره وإمكانيات تجاربه على شكل عدد من الرموز الآدمية أو الحيوانية أو النباتية أو الجامعة بين الإثنتين في بعض الأحيان كنوع من تقريب العالم الإلهي في وجهة نظرهُ من المحيط الإنساني.
كما خصص أماكن معينة لسكن تلك الآلهة (تماثيل وأشكال الرموز)، واستكمل ذلك الإنسان معتقداته الخاصة عندما ربط إنتهاء حياته بتطورات تساعدهُ على الإطمئنان لمصيرهُ بعد الموت.
إن مصادر معلوماتنا في دراسة الحثية في بلاد الأناضول فتعتمد أساساً على نتائج أعمال التنقيبات التي تمت في مواقع عدة من بلاد الأناضول والتي تم الكشف خلالها عن الأثار الباقية من مخططات المعابد، كما أن أكثر المعلومات التي تعتمد عليها دراستنا عن ديانة الحثيين هي النصوص التي دونت على ألواح الطين، إذ وجدت معظم تلك الألواح في المكتبة الملكية في العاصمة حاتوشا (بوغازكوي)، فقد ضمت مضامين هذه النصوص جوانب مهمة ومفصلة عن الديانة الحثية، كما تم إستخلاص بعض المعلومات في هذه الدراسة مما ورد من النصوص الدينية العائدة لمعتقدات بلاد الرافدين وما تأثر بها الحثيون واقتبسوا جوانب منها في شعائرهم وطقوسهم الدينية ولكنهم لم ينقلوا تلك العبادات كما كانت تمارس في بلاد الرافدين بل تم صياغتها وتعديلها بما يتلاءم مع فكرهم الديني لذا على الباحث هنا أن يتحقق في كل حالة لمعرفة عمق الإقتباس ومديات الإضافة عند دراسة جوانب الديانة الحثية. إقرأ المزيد