النجف الثانية سوق الشيوخ حاضرة العلم والأدب - نشأتها وتطورها ، أسرها العلمية ، نهضتها
(0)    
المرتبة: 215,235
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار السلام
نبذة نيل وفرات:يرجع الباحثون تاريخ المدن في حياة الإنسان إلى ما يزيد على سبعة آلاف سنة، والمدينة هي الوعاء الذي احتضن أقدم الحضارات على سطح هذا الكوكب، ولولا ظهور هذه التجمعات السكانية لما استطاع الإنسان أن يبلغ ما بلغ من التمدن والتقدم على كل المستويات والصعد، إن تكون المدن وتجمعاتها السكانية ...أحدث نقلة هالة في حياة الإنسان ساعدت في إستفزاز مواهبه وقدراته، وأوجدت العديد من التحديات في طريقه كافح من أجل التغلب عليها وتذليلها، فتراكمت خبراته، وتطورت وسائله وإمكاناته، حتى توصل إلى ما نعيشه هذه الأيام من التقدم والرقي، ومنذ العصور القديمة وإلى يومنا هذا يشهد العالم نشوء مدن وإندثار أخرى، تبعاً لعوامل لا حصر لها، أسهب في تفصيلها المختصون وأصحاب الشأن والإهتمام.
ويعتبر وادي الرافدين المهد الأول الذي احتضن أقدم المدن، وشهد إزدهار أولى الحضارات بكل ما تعنيه هذه المفردة من دلالات، والمدينة التي حاولنا بكل جد متابعة تاريخها منذ نشأتها وتطورها، مروراً بالأحداث والمنعطفات التي شهدتها وهي مدينة سوق الشيوخ قامت في بقعة من الأرض كانت عامرة بأقدم حضارة، إلا وهي الحضارة السومرية، وليست سوق الشيوخ ببعيدة عن مدينة أور الأثرية، ولا عن سائر المدن الأخرى وأطلالها، ومع أنها من المدن الحديثة التي نشأت قبل أقل من ثلاثة قرون تقريباً، إلا أنها أقدم من كثير من نظيراتها في حوض الفرات الأسفل، وقد توفرت لها من عوامل الرقي والتطور ما لم يتوفر إلا القليل من مدن العراق الحديثة، وذلك ما يجده القارئ في ثنايا هذا العمل وبشكل مفصل.
وقد ضم هذا الكتاب بين دفتيه أربعة فصول شكلت مادته الأساسية دون قصد من الكاتب، فكل لون من ألوان البحث فرض نفسه كوحدة مستقلة تعالج جانباً أساسياً من جوانب نشأة المدينة على صعيد التاريخ وأحداثه، أو العلم ورجاله أو الأدب وأبطاله.
أما الفصل الأول فقد خصصناه لتاريخ شيوخ المنتفق الذين نسيت إليهم هذه السوق حتى صارت هذه النسبة اسماً علماً لهذه الحاضرة، وفي الفصل الثاني تدرجنا مع تاريخ المدينة إبتداءً بالنشأة والتطور مروراً بالأحداث الكبية وذات التأثير البين على الصعيد الإجتماعي والسياسي والإقتصادي.
أما الفصل الثالث فكانت رحلتنا فيه مع البعد العلمي الذي شكل طابعاً متميزاً وسمةً واضحةً من سمات هذه المدينة الصغيرة، وجاء الفصل الرابع والأخير حافلاً بالأدب والأدباء، حيث عدت هذه المدينة أدبية بإمتياز حتى أطلقت عليها العديد من التسميات التي انتزعتها من أفواه الأدباء والعلماء بجدارة فهي تارية (سوق عكاظ)، وتارة (شقيقة الغري)، و(النجف الصغرى) ولعل نعتها بــ (النجف الثانية) وهو الأوضح دلالةً على ما بلغته في جانبي العلم والأدب. إقرأ المزيد