التوجيه النحوي للقراءات القرآنية في تفسير أبي السعود العمادي
(0)    
المرتبة: 84,935
تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: دار المستشارون للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إن علم القراءات القرآنية وما يتصل به من جوانب لغوية يعد من الركائز الأساسية في علوم اللغة المختلفة؛ إذ أن القرآن الكريم معجزة خاتم الأنبياء والمرسلين جاء تحدياً لفصاحة العرب وبيانهم، فأذهل فحول الشعراء والأدباء، وظل إلى اليوم مصدر البيان الأول والبلاغة الأبهى، ومرجع الدارسين لعلوم اللغة العربية. وإلى ...هذا، فإن علم القراءات القرآنية مزيّة المفسر، وتاجه الذي يتباهى به بين أقرانه، فمن اعتنى به اعتُني بتفسيره، وألبسه جلال الهيبة، وظل إسمه مذكوراً. وقد ارتبط علم القراءات القرآنية ارتباطاً وثيقاً بعلوم اللغة: في نمو، وصرف، وصوت، وبلاغة، وبيان، فتنافس في تجلية وجوه هذه القراءات علماء اللغة والمفسرون، واختص الكثير منهم بدراسة هذا العلم، لما له من أثر في فهم آي القرآن الكريم وقواعد اللغة، وتفسير "إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم" لأبي السعود العمادي هو أحد أثمن كتب التفسير، في بيت علم وفضل ودين، دون العلم عن أبيه، أحد علماء عصره ورجال دولته، وشهد ثلّة من العلماء الذين يُعتد بشهاداتهم لأبي السعود بالفضل والعلم، وعدّوا تفسيره من أكمل التفاسير، والمفسر أبو السعود هو محمد بن محي الدين بن مصطفى الاسكليبي العمادي الحنفي، شيخ الإسلام. ولد سنة 896ه وقيل 898 للهجرة بقرية قريبة من القسطنطينية تسمى (اسكليب) نسبة إلى قصبة من نواحي الروم المشهورة، وكنيته (أبو السعود). كانت الدولة العثمانية في ذلك الحين في أوج قوتها، وكان لرجال العلم شأنهم الرفيع عند السلاطين، فكانوا يولون العلم والعلماء عناية خاصة، مخصصين لهم وللعلم عناية خاصة. وكان العلم متوجهاً نحو التمكن إلى أقصى حد مستطاع من العلوم التي أبدعها وأنتجها العلماء السابقون. من كل هذا العصر المزدهر نشأ الإمام العمادي في بيت علم وفضل ودين. وبدأ مشواره مع والده الذي كان عالماً معروفاً سلك المسلك الصوفي على الطريقة النقشبندية، فجمع بين العلم والعمل، ومكّن إبنه من فهم (حاشية الشريف الجرجاني) فقرأها مع جميع حواشيها المنقولة عنها، كما قرأ (مفتاح العلوم) للإمام السكاكي وشروحه وغيره من الكتب التي صقلت شخصيته العلمية البيانية. وكان له باع طويل في الشعر وبحوره، والنثر وأغواره. برع أبو السعود في شتى العلوم، وألف مصنفات عديدة في مختلف العلوم منها: تفسيره هذا المشهور (إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم) وقد طبع عدة مرات، "ثواقب الأنظار في أوائل منار الأنوار) في الأصول، وهو ما زال مخطوطاً في مكتبة بايزيد، "حسم الخلاف في المسح على الخفاق" مخطوط في مكتبة السليمانية، بضاعة القاضي في الصكوك" كذلك مخطوط في مكتبة السليمانية "غمرات المليح في أول مباحث قصد العام من التلويح" أيضاً من مخطوطات السليمانية. توفي الإمام أبو السعود 982ه في مدينة القسطنطينية. وبالعودة ، فقد قيل في تفسيره هذا الكثير، على أنه غاية من بابه ونهاية في حسن الصوغ ومجال التعبير، وكشف نية صاحبه عن أسرار البلاغة القرآنية، ما لم يسبقه أحد إليه. من أجل ذلك ذاعت شهرة هذا التفسير بين أهل العلم، وشهد له كثير من العلماء بأنه خير ما كتب في التفسير. من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة وذلك من أهمية تناولها لهذا المصنف الذي يمثل مكانته المرموقة بين كتب التفسير، إذ لم يسبقه أحد إلى هذا الموضوع، موضوع القراءات القرآنية من أهمية بالغة لا تخفى على طالب العلم، عمد الباحث إلى دراستها في تفسير أبن السعود، بعد أن وجد أنها كثيرة الذكر فيه، فقام بإحصائها، ثم تصنيفها، آخذاً ما يتعلق بالنحو منها، لتجلية طريقة أبي السعود في تناوله للقرآن القرآنية وتوجيهه النحوي لها. وقد سارت هذه الدراسة على المنهج الوصفي الإستقرائي والتحليلي التأصيلي، سعياً من الباحث إلى تأصيل القراءات وردّها إلى أصحابها، وبيان شهرتها، وشذوذها، وضعفها، وقوتها، كما لم تخلُ هذه الدراسة من رصد الآراء النحوية التي استعان بها أبو السعود في تفسيره، سواء ذكر أصحابها أم لم يذكر. هكذا ويمكن القول بأن هذه الدراسة سعى الباحث من خلالها إلى الكشف من منح أبو السعود في التعامل مع ما ذكره من قراءات قرآنية، من حيث طريقة عرضه لها، ونسبتها إلى أصحابها وتوجيهه لها نحوياً، وأهم مصادره ومصطلحاته النحوية. إقرأ المزيد