تاريخ النشر: 04/10/2016
الناشر: دار الغاية
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:بأسلوب إنتقادي ساخر يكتب "نور دكرلي" نصوصه المعنونة بـ "إنتحار رجل سخيف" فيعتمد على التحليل الداخلي لإيجاد ملامح تأسيسية فارقة، للذات / الكاتبة فكاتب النصوص انطلاقاً من معرفته الحميمة بنفسه - يبدو وكأنه يكتب عن الوجه الآخر لذاته في تشخيص متناقض، تناقض الحياة التي يحياها مع الآخرين.
والنصوص ...في مضمونها هي نوع من النظر النقدي إلى الواقع الإجتماعي والثقافي إلى حد التعرية ينتزع الكاتب من خلالها الأفكار والكلمات من سياقاتها المألوفة ويضخها في سياقات مضادة، وما على القارىء إلا أن يتقرى ما تنطوي عليه أو تشي به، من دلالات وإشارات، سواء على مستوى الشكل أم المضمون.
في النص المعنون "إنتحار سخيف" نقرأ سردية لمجاهل الألم الممتد، والذي لا ينتهي بموت الضحية، حيث يتحول الموت إلى مهرجان علني، على اعتبار أن الموت مفهوماً أو حالة تستدعي أن نشاهدها ونتهامس متسائلين عن السبب الذي جعل المنتحر يتخذ قرار الرحيل، فالمنتحر لم يعد وحيداً، الكثيرون على الحواف يرقبون سقوطه، مشاهدون يصفقون ويصفرون لمن يقدم نفسه قرباناً للموت، بالتأكيد أن ثمة مآرب لسخرية الكاتب من بلاهة المحيط المتلهف لتأبين الراحلين، لكن ثمة أيضاً تراسل مع إيمان ثابت، في كون الذات بؤرة العالم، حتى حينما تكون مصادرة من قبل الأقوياء ... فالموت أليم وخصوصاً حين يمضي كأنه القدر المدمر الذي لا يأبه بالعواطف المستجيرة به، وهكذا يعيد الكاتب سرد ومضات من ذاكرته، وما يمر به الإنسان العربي في ظل الحروب والصراعات المذهبية ، وعدم اعتراف حتى المؤسسات التي تدعي حقوق الإنسان به، يصف الكاتب كيف ينتظر مواطنون في طوابير طويلة ليحصل على ورقة من الأمم المتحدة، لينال الإعتراف بوجوده، الإعتراف المؤسساتي بأنه كغيره، مهجّر فقد وطنه، وعليه تحديد انتماءاته هناك لتعطف عليه الإنسانية، ولهذا يصف المشهد بالقول: فما يكتب "في مقر الأمم المتحدة تغتصب بشرعية". إقرأ المزيد