تاريخ النشر: 01/01/2023
الناشر: مؤسسة الرسالة ناشرون
نبذة نيل وفرات:ظهرت الغرفة والإختلاف في صفوف المسلمين منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم، وانقسم الناس إلى فرق ونحل، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "افترقت اليهود إحدى وسبعين - أو اثنتين وسبعين - فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى وسبعين - أو اثنين وسبعين - فرقة، وتفترق ...أمتي على ثلاث وسبعين فرقة".
وقد ادّعت كل فرقة الحق لنفسها، وأنها هي الفرقة الناجية، وسعت في تدعيم آرائها ومعتقداتها، والدفاع عنها، وإبطال معتقدات غيرها وآرائها، ولكن الله تعالى تكفّل بحفظ هذا الدين، قيّض له رجالاً حفظوه، وبذلوا أنفسهم في الدفاع عنه، وتبينه للناس، وبيان فساد غيره وبطلانه، ونفوا عنه ما حاول الأعداء إدخاله من الشبهات والأباطيل، فتجلّت العقيدة الصحيحة للناس، وبأن لهم المنهج القويم الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قيّض الله تعالى لهذا الدين رجالاً سخّروا أنفسهم لكشف حقائق تلك الفرق، وبيان زيفها وباطلها، فأوضحوا للناس أصلها، ومنشأها، وعقائدها، وأقوالها، وأصحابها، بل توسّع بعضهم فبيّن الملل الأخرى التي سبقت هذه الأمة، وأظهر عقائدها، وآرائها، وفرقها، وأصحابها، وقد التزموا بالحيرة التامة في عرف وجهة نظر الآخرين، دون أية محاولة للرد عليها، أو إظهار بطلانها، قبل إتمام العرض.
وبرز من هؤلاء عن المؤلفين الذين تناولوا دراسة تلك الفرق العلامة أبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، في كتابه هذا "الملل والنحل" الذي ما زال يتبوأ مكانه هامة في موضوع تلك الفرق، ويعدّ كتابه من أوسع كتب المقالات والآراء وأشملها.
ونظراً لأهميته فقد تم الإعتناء به فقد جاء في هذه الطبعة محققاً حيث تم إعتناءه بهوامش توضيحية تزيل ما أبهم من معان ومعلومات، ومن ناحية أخرى، وإلى جانب كون الشهرستاني من أشهر مضيفي المقالات؛ فهو أيضاً من أبرز مؤرخي الأديان والفرق في عصره، وهذه نبذة عنه: هو محمد بن أبي القاسم عبد الكريم بن أبي بكر أحمد، وعُرف بالشهرستاني؛ نسبة إلى شهرستان، وكنيته "أبو الفتح"، ويلّقب بتاج الدين، وهو من بلدة شهرستان في إقليم خراسان، وإليها ينسب.
واختلف في زمان ولادته، والراجح ما ذكره السمعاني في "الذيل"، وكان معاصراً للمؤلف حيث ذكر بأن الشهرستاني ولد سنة 479هـ، وصفة الخوارزمي بالقول: "كان عالماً حسناً، حسن الخط واللفظ، لطيف المحاورة، خفيف المحاضرة، طيب المعاشرة".
هذا في جانب الحوار والمناظرة والمناقشة، أما في جانب التعليم فكان يلقي دروسه وموعظته بعبارات خفيفة، وأسلوب سهل ميسر يشدّ السامعين ويحببهم إليه، وكان مقبولاً لدى الخاصة والعامة، وقد ذكر من ترجم له، أن مواعظه ودروسه في النظامية لقيت قبولاً وإستحساناً لدى عامة الناس، وهذا دليل على مكان يتمتع به الشهرستاني من العلم وحسن الإلقاء والجودة.
أما وفاته، فالراجح أنه توفي سنة (548هـ)، وترك مؤلفات كثيرة، والتي لقيت رواجاً وذيوعاً وشهرة بين الناس؛ سواء في عصره، أو بعد مماته، ولعل هذا الكتاب على ذلك، من حيث القيمة العلمية والتاريخية ومن حيث الشهرة.
بدأ المؤلف كتابه هذا بذكر خمس مقدمات أودع فيها خلاصة منهجه، المقدمة الأولى من بيان أقسام أهل العالم جملة، والثانية في تعيين قانون ينبني عليه تعديد الفرق الإسلامية، والثالثة في بيان أول شبهة وقعت في الخليقة، ومن مصدرها؟ ون مُظْهِرها؟ والرابعة في بيان أول شبهة وقعت في الملة الإسلامية، وكيفية إنشعابها، ومن مصدرها، ومن مُظْهِرها؟ والخامسة في بيان السبب الذي أوجب ترتيب هذا الكتاب على طريق الحساب، ثم قسم الكتاب إلى قسمين: الأول جاء تحت عنوان "أرباب الديانات والملل"، وكان تقسيمه كالتالي: 1-المسلمون، ذكر المؤلف في هذا القسم الفرق الإسلامية، وأصل كل فرقة، وأقوال أصحابها، وأهم معتقداتها، ومؤسس كل فرقة، 2-أهل الكتاب: وهم اليهود والنصارى، فذكر أصولهم، وإعتقاداتهم، وفرقهم وأقوالهم، 3-من له شبهة كتاب: ذكر المؤلف أن الصحف التي كانت لإبراهيم عليه السلام كانت شبهة كتاب، وقسمهم إلى قسمين: 1-المجوس، عرّف بهم المؤلف، وبأصولهم وفرقهم وأبرز شخصياتهم، وأقوالهم، 2-الثنويه: أيضاً عرّف، وذكر أصولهم وفرقهم، وأقوالهم، وأبرز شخصياتهم.
أما في القسم الثاني: وجاء تحت عنوان: "أهل الأهواء والنحل" وجاء فيه: 1-الصائبة؛ عرّف بهم المؤلف، وذكر فرقهم، ومقالاتهم، وأقوالهم وهياكلهم، 2-الفلاسفة: عرّف بهم، وذكر أصنافهم، وآرائهم وحكمهم، 3-آراء العرب في الجاهلية: ذكر آراءهم، وأصنافهم، وعلومهم، ومعتقداتهم، وبعض عاداتهم التي وافقهم القرآن الكريم عليها، 4-آراء الهند: ذكر آراءهم وحكمهم، وفرقهم، وإعتقاداتهم، وأبرز شخصياتهم.
هذا وقد تبرأ هذا الكتاب مرتبة عظيمة، ومنزلة رفيعة وقد سدّ ثغرة مهمة في بابه، وأصبح مرجعاً متميزاً لكثير من الباحثين والمؤلفين عبر العصور الماضية والحاضرة.
ويعتبر الكتاب موسوعة جامعة وموجزة، اعتنى فيه الشهرستاني بحسن الترتيب، وجودة التنظيم، وعرض المعلومات وقد أغنى على الكتاب جملة من العلماء (السبكي، ابن تيمية، نوح بن مصطفى، جرجي زيدان...) وجاء في دائرة المعارف الإسلامية: "رسالته في الملل والنحل من أشهر الوثائق في التأليف الفلسفي عند العرب بين القديم والحديث).نبذة الناشر:ظهرت الفرقة والاختلاف في صفوف المسلمين منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم، وانقسم الناس إلى فرق ونحل، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "افترقت اليهود إحدى وسبعين - أو اثنتين وسبعين - فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى وسبعين - أو اثنين وسبعين - فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة". وقد ادّعت كل فرقة الحق لنفسها، وأنها هي الفرقة الناجية، وسعت في تدعيم آرائها ومبادئها ومعتقداتها، والدفاع عنها، وإبطال معتقدات غيرها وآرائها. ولكن الله تكفّل بحفظ هذا الدين، قيّض له رجالاً حفظوه، وبذلوا أنفسهم في الدفاع عنه، وتبيينه للناس، وبيان فساد غيره وبطلانه، ونفوا عنه ما حاول الأعداء إدخاله من الشبهات والأباطيل، فتجلّت العقيدة الصحيحة للناس، وبان لهم المنهج القويم الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قيّض الله تعالى لهذا الدين رجالاً سخّروا أنفسهم لكشف حقائق تلك الفرق، وبيان زيفها وباطلها، فأوضحوا للناس أصلها، ومنشأها، وعقائدها، وأقوالها، وأصحابها؛ بل توسّع بعضهم فبيّن الملل الأخرى التي سبقت هذه الأمة، وأظهر عقائدها، وآرائها، وفرقها، وأصحابها، وقد التزموا بالحيدة التامة في عرف وجهة نظر الآخرين، دون أية محاولة للرد عليها، أو إظهار بطلانها، قبل إتمام العرض.
وبرز من هؤلاء ومن المؤلفين الذين تناولوا دراسة تلك الفرق العلامة أبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، في كتابه هذا "الملل والنحل" الذي ما زال يتبوأ مكانة هامة في موضوع تلك الفرق، ويعدّ كتابه من أوسع كتب المقالات والآراء وأشملها. ونظراً لأهميته فقد تم الاعتناء به فقد جاء في هذه الطبعة محققاً حيث تم اعتناءه بهوامش توضيحية تزيل ما أبهم من معان ومعلومات. ومن ناحية أخرى، وإلى جانب كون الشهرستاني من أشهر مضيفي المقالات؛ فهو أيضاً من أبرز مؤرخي الأديان والفرق في عصره. وهذه نبذة عنه: هو محمد بن أبي القاسم عبد الكريم بن أبي بكر أحمد، وعُرف بالشهرستاني؛ نسبة إلى شهرستان، وكنيته "أبو الفتح"، ويلقّب بتاج الدين، وهو من بلدة شهرستان في إقليم خراسان، وإليها ينسب. واختلف في زمان ولادته، والراجح ما ذكره السمعاني في "الذيل"، وكان معاصراً للمؤلف حيث ذكر بأن الشهرستاني ولد سنة 479هـ. وصفه الخوارزمي بالقول: "كان عالماً حسناً، حسن الخط واللفظ، لطيف المحاورة، خفيف المحاضرة، طيب المعاشرة". هذا في جانب الحوار والمناظرة والمناقشة، أما في جانب التعليم فكان يلقي دروسه وموعظته بعبارات خفيفة، وأسلوب سهل ميسر يشدّ السامعين ويحببهم إليه، وكان مقبولاً لدى الخاصة والعامة، وقد ذكر من ترجم له، أن مواعظة ودروسه في النظامية لقيت قبولاً واستحساناً لدى عامة الناس، وهذا دليل على ما كان يتمتع به الشهرستاني من العلم وحسن الإلقاء والجودة. أما وفاته، فالراجح أنه توفي سنة (548هـ)، وترك مؤلفات كثيرة، والتي لقيت رواجاً وذيوعاً وشهرة بين الناس؛ سواء في عصره، أو بعد مماته، ولعل هذا الكتاب على ذلك، من حيث القيمة العلمية والتاريخية ومن حيث الشهرة.
بدأ المؤلف كتابه هذا بذكر خمس مقدمات أودع فيها خلاصة منهجه. المقدمة الأولى من بيان أقسام أهل العالم جملة، والثانية في تعيين قانون ينبني عليه تعديد الفرق الإسلامية، والثالثة في بيان أول شبهة وقعت في الخليقة، ومن مصدرها؟ ومن مُظْهِرها؟ والرابعة في بيان أول شبهة وقعت في الملة الإسلامية، وكيفية انشعابها، ومن مصدرها، ومن مُظْهِرها؟ والخامسة في بيان السبب الذي أوجب ترتيب هذا الكتاب على طريق الحساب. ثم قسم الكتاب إلى قسمين: الأول جاء تحت عنوان "أرباب الديانات والملل"، وكان تقسيمه كالتالي: 1- المسلمون، ذكر المؤلف في هذا القسم الفرق الإسلامية، واصل كل فرقة، وأقوال أصحابها، وأهم معتقداتها، ومؤسس كل فرقة. 2- أهل الكتاب: وهم اليهود والنصارى، فذكر أصولهم، واعتقاداتهم، وفرقهم وأقوالهم. 3- من له شبهة كتاب، ذكر المؤلف أن الصحف التي كانت لإبراهيم عليه السلام وكانت شبهة كتاب، وقسمهم إلى قسمين: 1- المجوس: عرّف بهم المؤلف، وبأصولهم وفرقهم وأبرز شخصياتهم، وأقوالهم. 2- التنويه: أيضاً عرّف، وذكر أصولهم وفرقهم، وأقوالهم، وأبرز شخصياتهم. القسم الثاني، وجاء تحت عنوان: "أهل الأهواء والنحل" وجاء فيه: 1- الصابئة: عرّف بهم المؤلف، وذكر فرقهم، ومقالاتهم، وأقوالهم، وهياكلهم. 2- الفلاسفة: عرّف بهم، وذكر أصنافهم، وآرائهم وحكمهم. 3- آراء العرب في الجاهلية: ذكر آراءهم، وأصنافهم، وعلومهم، ومعتقداتهم، وبعض عاداتهم التي وافقهم القرآن عليها. 4- آراء الهند: ذكر آراءهم وحكمهم، وفرقهم، واعتقاداتهم، وأبرز شخصياتهم.
هذا وقد تبوأ هذا الكتاب مرتبة عظيمة، ومنزلة رفيعة، وقد سدّ ثغرة مهمة في بابه، وأصبح مرجعاً متميزاً لكثير من الباحثين والمؤلفين عبر العصور الماضية والحاضرة، ويعتبر الكتاب موسوعة جامعة وموجزة، اعتنى فيه الشهرستاني بحسن الترتيب، وجودة التنظيم، وعرض المعلومات وقد أثنى على الكتاب جملة من العلماء (السبكي، ابن تيمية، نوح بن مصطفى، جرجي زبيدان...). وجاء في دائرة المعارف الإسلامية: "رسالته في الملل والنحل من أشهر الوثائق في التأليف الفلسفي عند العرب بين القديم والحديث". إقرأ المزيد