البيان لحكم قراءة القرآن الكريم بالألحان
(0)    
المرتبة: 25,909
تاريخ النشر: 01/01/2022
الناشر: دار الغوثاني للدراسات القرآنية
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إن أصدقَ الحديث كتابُ الله عزَّ وجلَّ، وأحسنَ الهَدْي هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثةٍ بِدعةٌ، وكلَّ بِدعةٍ ضلالةٌ.
نحمده - تعالى - أن جعَلنا من أمّة القرآن العظيم، كلامِه القديم، الذي صانه عن التغيير والتحريف، والتبديلِ والتصحيف، وتولّى حِفْظَه بنفْسه ولم يَكِلْه إلينا، حيث ...قال سبحانه: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)﴾... [سورة الحِجر: آية 9].
وقال عن القرآن الكريم أيضاً: ﴿ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ{41} ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾{41}... [سورة فصلت: 41- 42].
ولقد كان جبريل - عليه السلام - يَنزِل بالقرآن العظيم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن يتلقّاه من ربّ العزّة - جلّ وعلا - فيقرؤه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، تماماً كما تلقّاه.
وفي الحديث القدسيّ الصحيح، الذي رواه مسلم ان الله - تعالى - قال للنبيّ صلى الله عليه وسلم: "ومُنزِلٌ عليكَ كتاباً لا يَغْسِلُه الماء" اهـ. وذلك أنّه محفوظ في الصدور.
وقد أبَرز الله تعالى هذه الخاصِّيّة للقرآن الكريم بقوله سبحانه: ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ...﴾. [سورة العَنكبوت: آية 49].
وقد تجرَّد لنقل القرآن الكريم وضبطِه وإحكام تلاوته قومٌ من المسلمين على مَرِّ العصور، يأخذه الآخِرُ عن الَأوّل بمنتهى الدقَّة والأمانة، حتى يؤدِّيه لمَن بعده من أجيال المسلمين، وعُرِفَ هؤلاء القوم في كلِّ الأعصار والأمصار بــ "القُرّاء".
فالقراء هم قوم وهَبوا حياتهم لكتاب ربِّهم، تلقَّوْه حرفاً حرفاً مع الضبط التامّ من شيوخهم، وأدَّوْه بمنتهى الأمانة إلى تلاميذهم.
هم قوم يقرؤون القرآن الكريم تارةً بشجىً، وتارةً بطَرَب، ومرَّةً بشوق، وفَيْنَةً برهبة، وحيناً برغبة، يُحَسِّنون أصواتهم ما استطاعوا بتلاوة كتاب ربِّهم، من غير أن يَستعملوا تلك الإيقاعات المستفادة من علم الموسيقى؛ لأنَّ القرآن الكريم أجلُّ من ذلك وأعظم، فللقرآن الكريم موسيقاه الخاصّة التي لا يشاركه فيها كلام، وهي ناشئة من المدود في أماكنها، ومن الغُنَن في الميمات والنونات، ومن إعطاء الحروف حقَّها ومُستحقَّها من المخارج والصفات، لا سيَّما الشِّدَّة والرخاوة والبينيّة، والهمس والجهر، والقلقلة والصفير والتفشّي، والتفخيم والترقيق. إقرأ المزيد