المعارك التي إنتصر فيها المسلمون على المغول
تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: مركز البحوث والدراسات الإسلامية
نبذة نيل وفرات:ما إن تذكر كلمة (مغول) حتى تتبادر إلى الأذهان أربعة أسماء أولها (جزّار التاريخ ومخرب الجغرافيا ومدمر الحضارات وبعيد الشعوب جنكيزخان، وثانيهما (هو لاكر السفاح جفيد جنكيزخان)، وثالثهما (تيمور لنك الطاغية التركي - المغولي المعروف)، ورابعهما (أتيلا ملك الهون السفاح والطاغية المشهور)، هؤلاء الأربعة يصعب ذكر كلمة (مغول) على ...مرّ العصور دون أن يبرزوا كشواهد إجرامية على وحشية المغول، وهم يحتاجون الممالك والإمبراطوريات ويجيلونها مجازر وبلاقع تعري في ثناياها دماء المغدورين، لا فرق بين مقاتل وطفل أو شيخ أو امرأة حامل، وكلهم عند الذبح على السواء.
وإلى ذلك، فالمغول أمة نكرة لا جذور تاريخية لها، فمن هؤلاء الذين ملأوا التاريخ وماء وخربوا الجغرافيا ودمروا الحضارات؟.
المغول هم بدو الصين، ولكنهم ليسوا بصينيين، أي ليسوا من العرق الصيني، وهم عنصر هجين (تركي - إيراني)، والمعروف حالياً بالعنصر أو العرق (الأورالي - الألتائي كي)، بالإضافة إلى ذلك، فإن المغول ليسوا جنساً نقيّاً صافيّاً (بل هم مجموعة من الأجناس المختلفة) وهم أمة من عدة شعوب.
وفي خطبة لزعيمهم جنكيزخان يقول: أنتم يا من ستشاركونني السراء والضراء في مستقبل الأيام ستدعون من الآن مغولاً، كنتم تتارا، وماريشين، وقاريتبين، وأوغربين وأتراك ومهركيت ومغول (الباك كا) الذين منهم جنكيزخان - وفرسان آسيا العليا والوسطى، [...] وكل هؤلاء هم بدو آسيا والذين نعتهم الأغريق بالسيثبين.
وقد ظهرت هذه الأمة المغولية بشكلها الجديد في بداية القرن الثالث عشر الميلادي بعد أن تم توحيدها على يد الخان الجديد تيموجين (جنكيزخان) وانضوت هذه الامة تحت راية (ذيول الياق التسعة) التي اشتهرت في التاريخ على انهاراية المغول وحيثما، فرفرت فهناك الخاقات الأعظم جنكيز.
وأما الإسلام بالنسبة للمغول، فلم يكن يمثل شيئاً بالنسبة لهم لأن جنكيز خان بأي دين أو دولة، لذلك فقد كان يتجنب التعصب ولا يقبل، حجان أمة على أمة، أو دين على دين، ومع هذا فقد كان يكرم العلماء والزهاد المسلمين، ويعفيهم من الضرائب، كما كان تجار المسلمين في مقدمة الذين ظهروا في البلاط المغولي من ذوي الحضارات، وكان هؤلاء يجولون البلاد من أقصاها إلى أقصاها وهم على علم ودراية كافية بأحوال المغول والبلاد والتي مولهم لكثرة تنقلاتهم وأسفارهم.
وبعد... فماذا عن تاريخ المغول؟! لا شك أن تاريخ المغول فيه كثير من الغموض؛ ولكنه رغم ذلك تاريخ حقيقي معالمه واضحة، وصورة منظورة ومراحلة معروفة البداية والنهاية لمن بحث واجتهد ووصل!.
أما الغموض فهو سرّ أسرار تاريخ المغول، عليه قامت دولتهم وبه انتهت من دون أن يتمكن أحد من فك ألغازها إلا ما ندر.
ومهما يكن من أمر فإن المؤلف يحاول فك ألغاز المغول واحداً بعد آخر، متجاوزاً أحيط بتاريخهم من خرافات وأساطير وصولاً إلى معرفة حقيقتهم، فماذا عن المغول والمسلمين وعن تلك المعارك التي دارت بينهم؟!.
هذا ما يحاول المؤلف الكشف عنه في كتابه هذا، حيث توصل بعد البحث والتدقيق إلى حصول معارك طاحنة بين المغول والمسلمين، كاشفاً على أن المسلمين انتصروا على المغول في سبع وثلاثين معركة، وقع اختياره على (19) معركة منها، حيث عمد إلى الكشف عن تفاصيلها في كتابه هذا، وهو لم يتبع في كتابة هذه المعار تسلسلات (زمانية أو مكانية)؛ أي ليس حسب أسبقيات تواريخ وقوع المعارك، وكذلك عدم التقيد بأماكنها، مبيناً أن بعض المعارك وقعت في البلاد العربية، وبعضها في الهند والآخر في روسيا... وغيرها في خوازم أو فارس أو أذربيجان... وأماكن أخرى.
وقد جاء توصيف هذه المعارك وفق رؤية المؤلف الخاصة به، وذلك أسلوب يحمل عنصري المفاجأة والتشويق.
وتجدر الإشارة بأنه قد تكون المعركة الأولى في هذا الكتاب هي آخر المعارك حسب تواريخ معارك المسلمين مع الغول؛ أو العكس من ذلك، لذلك لم يتقيد المؤلف بتاريخ أو مكان أو شخصيات لها علاقة بهذه المعارك كلها... وعلى سبيل المثال، عمد المؤلف إلى ذكر معركة (عين جالوت) لأول معركة في هذا الكتاب، في حين أنها، وفي حقيقة الأمر ليست أول أو آخر المعارك مع المغول.
وكذلك لم يعمد إلى ذكر المعارك حسب أهميتها وخطورتها، إذ أن كل المعارك مهمة وخطيرة، وكان عند كل معركة، يأتي على ذكر قائد المعركة وعدو قواتها وووو... بالنسبة لكل معركة ومكان حصوله وتاريخه. إقرأ المزيد