صفات الصحابة العلية كما يصورها القرآن
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: مركز البحوث والدراسات الإسلامية
نبذة نيل وفرات:الصحابي هو من لقى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً به ومات على إسلامه، أو يقال من رأى النبي صلى الله عليه وسلم، أو النبي رآه مسلماً ومات على الإسلام.
وبهذا التعريف يدخل كل من ثبتت له لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو رأى رسول الله، أو النبي ...رآه، بشرط أن تكون تلك اللقيا، والرؤيا حالة إسلام ذلك الشخص، وبشرط أن يموت على الإسلام.
وعليه، فإن ابن مكتوم يعدّ صحابياً لأنه ثبتت له لقيا رسول الله مسلماً به، ومات على الإسلام، وهكذا الشأن في رسول قيصر، وجرير البجلي، ووائل بن حجر فإنه يعدّون من الصحابة، رغم قلّة لقائهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وهم لا خلاف في صحبتهم، والتعريفان المذكوران شاملاً لهما، اللهم إلا أن يقال في مجال الرواية، والحديث لمن لم يثبت طول مجالستهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الأمر خارج عن موضوع هذا البحث، لأنه لا يخرجهم عن كونهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما حول كيفية معرفة كون الشخص صحابياً؛ فإنه إما أن يثبت بطريق التواتر أنه صحابي، أو بخبر مستفيض، أو بشهرة، أو تقوم دلائل أخرى على ذلك، وذلك بأن يُروى عن آحاد من الصحابة أن فلاناً له صحبة مثلاً، أو يأتي ذلك عن طريق آحاد التابعين.
أما إذا ادعى بأنه صحابي؛ فإن قوله هذا لا يصدق إلا بشرطين: إما بثبوت عدالته مع أن الإجماع قائم على عدالة الصحابة كلهم فإنه مبني على أن قوله هذا قبل أن تثبت عدالته وكونه صاحبياً، فلا تنافي بين الأمرين، وأما الشرط الثاني فهو المعاصرة، ويعد معاصراً من لم يمض عليه مائة وعشرين سنين من الهجرة، وقد جاء هذا التحديد من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر عمره لأصحابه "أرأيتم ليلتكم هذه، فإن على رأس كل سنة منها لا يبقى على وجه الأرض من هو اليوم عليها أحد"، ولهذا لم يصدق الأئمة أحداً أدّعى الصحبة بعد الغاية المذكورة.
هذا وتجدر الإشارة إلى أنه من لم يعرف حاله إلا من جهة نفسه فإنه ممن وقع الخلاف في تصديقه، وثبوت الصحبة له، ولعل الراجح قبول قوله بناء على أن الظاهر سلامته من الجرح، ويقوي هذا وجود بعض أئمة الحديث ممن أخرجوا أحاديث مثل هؤلاء في مسانيدهم، وما من شك أن مثل هذا الصنف يعدّ أقلّ مرتبة من غيره ممن تثبت صحبته بطريق آخر.
وهكذا، وضمن هذا السياق تأتي هذه الدراسة التي جاءت تحت عنوان "صفات الصحابة العلية كما يصورها القرآن الكريم" وهي رسالة أعدّها الباحث للحصول على درجة التخصص (الماجيستير) في تفسير القرآن الكريم وعلومه، ويعدّ موضوع هذه لرسالة في غاية الأهمية، لمنزلة العالية عند الله تعالى ورسوله والمؤمنين.
وقد عمد الباحث، وقدر المستطاع الوقوف عند أكثر سور القرآن الكريم التي تتحدث عن الصحابة، عن طريق التصريح والتلميح، وقد جاء المنهج البحثي على الشكل التالي: 1-ترتيب النصوص حسب ورودها في التنزيل وربط كل نص بسابقه، 2-سرد أقوال المفسرين والتعليق عليها لأنهم المرجع الأساس في هذا الموضوع، 3-تناول النص من جوانب عديدة؛ كأسباب النزول، وإعرابه وذلك في قسم التفسير، لما لهذه الأمور من أهمية في هذا المجال، 4-إستنباط ما يمكن إستنباطه من الأحكام التي تجعل الموضوع متصلاً بالحاضر الذي يعيشه المسلمون اليوم، 5-معالجة ما احتواه النص من قضايا هامة أُخِذَت على البعض بسبب ضعف طبيعي أو نفسي. إقرأ المزيد