مقاربة البيان والدلالة في النسقين البلاغي والأصولي
(0)    
المرتبة: 129,665
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: عالم الكتب الحديث
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:كان من الضروري الربط بين البلاغة وأصول الفقه لتتبيّن أنّ هدف البلاغة دلالة الخطاب من حيث تأثيرها في النفس، بينما يستهدف البحثّ الأصولي الدلالةَ العِلْميّة، وهو إنّ تناول الدلالة الأُولى فإنه يوظفها للوصول إلى المعنى العِلْمِي المحدّد، مستبطناً قصدية المتكلم.
وكذلك فإنّ البلاغة عند الأصوليين تتجه نحو الدلالة، فهي بلاغة الدلالة، ...حيث البحث في الدلالة يشمل كُلاً من: الدلالة التأثيرية في النفس؛ للوصول إلى المدلول العاطفي، والدلالة التي يراد منها الكشف عن المعنى بمعرفة قصدية المتكلم.
وكما نظر الأصوليون إلى جهات متنوعة من دلالة الكلام، فهناك دلالة حقيقية (أي: يقصدها المتكلم)، وهناك دلالة إضافية (أي: بالنسبة للسامع)، ومن حيث كمال المعنى فالدلالة إمّا مطابقة أو تضمن أو التزام، وشرحوا مفهوم البيان بما يخدم دلالتهم، ذلك البيان المراد التزام المتلقي بتطبيق مدلولاته في واقع عملي، حيث الخطاب الذي يبتغون الكشف عن مراميه خطاب تشريعي، بَيْدَ أنّه في البلاغة والفصاحة بالغٌ حدّ الإعجاز.
وكذلك بحث الأصوليون اللغة الموضوعة من حيث استعمالها في الكلام، فالكلام بها إمّا حقيقة أو مجاز، وقسّموا كُلاً منهما حسب البيئة الكلامية المتداول فيها أو المنقول منها، من لغوي وعرفي وشرعي، وما يصحب ذلك من تغير دلالي في الكلمات.
وأظهرت دراساتهم ما حظيت به الحقيقة الشرعية من سلطان بين الدلالات الحقيقة الأخرى، وكان أهم ما يوجِّه الدلالة عندهم شيوع الإستعمال.
وقد استقصوا أحكام الحقيقة والمجاز، وما ينبغي المصير إليه من تشخيص الدلالة بأيِّ منهما، عند دوران اللفظ أو التركيب بين معنيين أو أكثر، من وضعيِّ أو عرفي أو مجاز أو مشترك، ويعد هذا من إبداعاتهم أيضاً. إقرأ المزيد