سيرة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن العربي
(0)    
المرتبة: 31,858
تاريخ النشر: 12/07/2016
الناشر: عالم الكتب الحديث
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:التصوف الإسلامي الأصيل الذي هو التعبير العملي عن مقام الإحسان في الدّين، عرف في كل عصر مجدّدين يواصلون تثبيت أصوله في عين ماء الحياة القرآنية والسنّة المحمدية، ويكيّفون منهاجه حسب تطوّر الزمان وإستعدادات النفوس.
ولا شك عند كل باحث منصف أن أعظم ترجمان عن معارف الصوفية كيفا وكمّا هو الشيخ الأكبر ...محيي الدين محمد بن علي بن العربي (560- 5638)، وقد تناقضت مواقف الناس منه ومن كتبه بين مدح التقديس وقدح التنقيص.
ولكن الملاحظ هو أن أكثر المادحين والقادحين لم يطلعوا على سيرته، ولا طالعوا تآليفه الكثيرة الغزيرة بجديّة وعمق، ومواقفهم ناتجة عن تقليد للمحيط الثقافي والعقّدي الذي تأثروا به، والباحث الجاد المنصف لا يكون موضوعياً في حكمه على الشيخ إلا إذا توفرت فيه شروط من أهمها: "الصدق والإخلاص في طلب الحق"، "التجرد من كل موقف مسبق والنزاهة في البحث"، "الكفاءة في المستوى العلمي والمستوى الروحي اللائقين بكتب الشيخ، وهذا الشرط بالأخص قليل الوجود"، "الإطلاع على جل كتب الشيخ، وقد قيل إنها نحو: 400 كتاب منها الموسوعة الفريدة الكبرى (الفتوحات المكية) التي تستلزم أوقاتاً طويلة لمطالعتها، وتأملها، فضلاً عن فهمها الفهم العميق الصحيح، وقليل جداً هم الباحثون - حتى المتخصصون منهم - من قرأها كلها بدقة وبفهم كافٍ".
كذلك "الإطلاع على سيرة الشيخ وعلاقاته مع محيط ورجال عصره، فلا يحكم على شخص من خلال بعض أقواله فقط، بل أيضاً من خلال أعماله وأخلاقه ومواقفه وصلته بالناس، بل لا تفهم حقيقة الأقوال في كثير من الأحوال إلا في إطار تلك الأعمال والأخلاق والمواقف، أي في إطار السيرة الكلية المفصلة للشخص، وهذا هو الغرض الأساسي من هذا الكتاب.
فالهدف منه هو بيان الحقيقة القرآنية المحمدية الأصيلة للشيخ محيْ الدين فسيرته - مع شهادات وأصحابه ومعاصريه من العلماء والصالحين والملوك - تظهِر أنه كان نموذجاً كاملاً للرجل القرآني الذي اتّحد عشقه في التطبيق العملي والوجداني قلباً وقالباً للسنّة المحمدية، وجُلّ من حظي بالقرب من دائرته، من أفراد أسرته، والشيوخ والعلماء والأولياء الذين صحبهم، والتلاميذ والمريدون الذي صحبوه، والحكام والملوك الذين طلبوا مشورته في المشرق والمغرب - ربّاهم على التحقق بالقرآن الكريم والتخلق بالشمائل المحمدية، فسرى فيهم حاله ودخلوا في زمرة من قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفى بذلك فضلاً: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته". إقرأ المزيد