مصطفى لطفي المنفلوطي وإعادة الإكتشاف
تاريخ النشر: 12/07/2016
الناشر: عالم الكتب الحديث
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:لا يكاد يذكر اسم مصطفى لطفي المنفلوطي وإلا وتنتقش في الأذهان صورة أديب يحسن البيان، ويجلي المعاني في ثوب جميل يصل القلوب أثُره، ويبهج الأنظار وصفُه، وتجذبُ النفوسَ بلاغتُه، وقد تربت أجيال على ذوقه الرائق، وأدبه العذب، وأسلوبه الماتع.
غير أن هذا الإنطباع السائد حجب الأنظار عن شخصية ثورية إصلاحية رسالية ...حملت هم الأمة، وانتصرت لقضاياها، وذادت عن قيمها مستكملة مسيرة من سبقه من رجال التنوير والإصلاح والتجديد.
ونحن إذ نعيد إكتشاف هذه الشخصية الفريدة لنؤكد على أن أديبنا الكبير أمير البيان وفارسه الملهم مصطفى لطفي المنفلوطي - رحمه الله - من أولئك الفرسان الذين حملوا لواء الأدب الرسالي، ونذروا أنفسهم للذود عن رسالة الإسلام، التي ملكتْ عليه أقطار نفسه، ومداخل قلبه، وخطرات روحه - فطَفِق يعبر عن ذلك، في ما كتبه من فكر وأدب يستنير بنور الوحي، ويَقْبِس من مشكاة النبوة.
ولقد حملته شخصيته الإصلاحية على أن يختط لنفسه طريقاً لأدب رسالي، يأخذ بيد الأمة - وقد أقفرت دنياها واستبيحت أوطانها - من ظلمات التيه، ومجاهل الضياع، ومفاوز الإنحراف.
نحن إذ نعود إلى تلك الفترة الحرجة من تاريخ أمتنا، لنضعها على مجهر الدراسة والتحليل، ونخضعها لمنطق البحث والإعتبار، لا نقصد من ذلك مجرد السرد والوصف التاريخي، وإسترجاع الماضي بآلامه ومواجعه ومخازيه، إنما وعياً منا بضرورة تلمس الأسباب التي أدت بأمة الإسلام إلى الهويّ في مهاوي التخلف والتبعية والتقليد الأعمى، والسقوط في دركات الفقر والصراعات والحروب.
بإعتبار أن ما نعيشه اليوم إنما هو مظهر من مظاهر الأزمة الشاملة التي تحياها أمتنا، وتَجَلِّ من تجليات ما فعله بنا الإستعمار ووكلاؤه وأذنابه من بني جلدتنا، من تخريب لدين الأمة، ومسخ للقيم النبيلة في نفوس شبابها، وسفك لدماء الخُلّصِ من أبنائها، ونهب وسلب لثرواتها وكنوزها، والذي زاد من ثقله وفداحته، وعمّق من جراحاته ومواجعه أنه وجد فينا القابلية للإستعمار، وألّفَى نفوسَنا مستحكمة فيها نوازع الذلة والصَغَار. إقرأ المزيد