تلخيص البيان في مجازات القرآن
(0)    
المرتبة: 72,483
تاريخ النشر: 01/01/1986
الناشر: دار الأضواء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن إعجاز القرآن في ألفاظه وأساليبه ومعانيه من الحقائق الخالدة التي أطبق المسلمون عليها، وقد سلك في التعبير سُبلاً هي مما ألفه العرب، ولكن فصحاءهم وبلغاءهم أعجز من أن يأتوا بمثله ولو ظاهر بعضهم بعضاً، وقد تناول المفسرون والمؤولون السابقون أساليب القرآن وتعبيراته بالشرح والتفسير ملتمسين لها في لغة ...العرب أمثالاً وأشباحاً، ولكن هذه التأويلات والشروح لم تنتظم القرآن كله سورة سورة من أوله إلى آخره، ولكنها كانت تأتي متفرقة في أقوال المفسرين من الصحابة والتابعين.
هذا وان تأويل مجازات القرآن وتوضيح أساليبه والكشف عن أسرار البلاغة فيه، وتحليل استعاراته هو عمل بدأه الشريف الرضي متناولاً القرآن كله وفق ترتيب السور في المصحف الشريف، ومتناولاً كل آية وفق ترتيبها من السورة التي هي فيها، ومن هنا يمكن القول بأن الشريف الرضي فعل في مجازات القرآن ما فعله الطبري من حيث وضع التفسير لكل آية من كتاب الله أو جزء من آية مرتبة حسب ترتيب المصحف على أنه لا يمكن عدّ "تلخيص البيان" تفسيراً للقرآن بالمعنى الكامل الصحيح لكلمة تفسير، لأنه كان يعرض القرآن كله سورة سورة، فيستخرج من كل سورة الآيات التي فيها مجاز بياني، ويكشف عما فيها من وجوه المجاز والاستعارة والبيان، لقد حزم الشريف الرضي بعمله هذا اللغة العربية. فهذا الفيض الغزير من العبارات الفصاح والألفاظ اللغوية، والتراكيب التي جرت من العربية في الصميم، والاستعمالات التي صح ورودها من العرب الفصحاء والبلغاء، هذا الفيض الفياض من الذخيرة اللغوية الحية في الأمثال والتراكيب، قد فاض به "تلخيص البيان" فيضاناً كانت مظنته في كتب اللغة لا في مجازات القرآن، ولكن الشريف الرضي، بحر صادق في القرآن الكريم محيطاً لا تنفذ مادته، ولا ينضب معين القول فيه، فملأ كتابه باستعمالات عربية فصحية ساقها دعماً لقضية وسند لمسائله فاجتمع من ذلك هذا السيل اللغوي الذي لا تغب فواضله. إقرأ المزيد