الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بين سجود المخلوقات والحقائق العلمية - دراسة مقارنة في الفكر الجغرافي
(0)    
المرتبة: 89,552
تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: دار الكتاب الجامعي
نبذة نيل وفرات:أنزل القرآن الكريم على الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) في القرن السابع الميلادي في سنة 611 م، ليعجز الامم المماضية والحاضرة في إيراد وصف علمي دقيق للعديد من الظواهر الطبيعية والبشرية، ومن جملة ما تضمنه الآيات القرآنية أمر الله تعالى لبني البشر في النظر إلى السماوات والأرض والتدبر ...في الدلائل الشاهة على وجود إله خالق ومنظم لها. ولو نظر الإنسان إلى الكون وما يتضمنه من مجرّات ونجوم وكواكب لوجد أن هناك دلائل كونية تدل على وجود إله خالق له، ومن هذه الدلائل سجود من في السماوات والأرض لله تعالى. وذلك كما في قوله تعالى: ((ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالعزوّ والآصال)).
وقد بيّن ابن منظور في كتابه معنى الساجد، بأنه المنتصب في لغة طي، ونقل عن ابن سيده: سجد يسجد سجوداً وقع جبهته بالأرض، وذكر الرازي في كتابه (مختار الصحاح) بأن الساجد: الخاضع ومنه (سجود) الصلاة، وهو وضع الجبهة على الأرض، والأسم (سِجدة) بكسر السين. وسورة (السَجدة) بفتح السين. ها وقد أشار الرازي في تفسيره للقرآن الكريم في هذا المعنى بأن السجود عبارة عن الانقياد والخضوع وعدم الامتناع، وكل من في السماوات والأرض ساجد لله تعالى بهذا المعنى، لأن قدرته ومشيئته نافذة في الكل. وذلك هو السجود وهو التواضع والخضوع والانقياد. ونظير هذه الآية قوله: ((بل له ما في السماوات والأرض كلّ له قانتون))، وقوله ((وله أسلم من في السماوات والأرض)). وفي ضوء الآيات القرآنية وتفسيرها يُستدل على أن كل من في السماوات والأرض يسجد لله تعالى. فكيف يكون ذلك؟ هذا ما يحاول المؤلف الإجابة عنه في ضوء هذا الكتاب الذي يتناول من خلاله موضوع الإعجاز في القرآن الكريم بين سجود المخلوقات والحقائق العلمية.
وجاء ذلك ضمن فصول أربعة. دار محور الأول منها حول مسألة سجود الكون والنجوم والمنظومة الشمسية، حيث تحدّث المؤلف عن سجود الكون وسجود النجوم وذلك في إطار دراسة علمية موضوعية بما يقابله بما جاء في القرآن الكريم، وتفسير الآيات القرآنية التي جاءت في هذا السياق، متناولاً، وفي إطار حديثه عن النجوم، ما جاء في العلم الحديث حول النجوم، مبيناً أنواع الثقوب السوداء، ثم ليبين ماهيّة سجود المنظومة الشمسية مدعماً ذلك بالقرائن العلمية، من حيث سجود كواكب المنظومة الشمسية، ومنها سجود كوكب الأرض وسجود القمر، للانتقال إلى دراسة شملت السجود في الغلاف الجوّي وعناصر المناخ، متناولاً الحديث عن السجود في الغلاف الجوي المتألف من خمس طبقات، حيث قدّم شرحاً علمياً لهذه الطبقات، وطيقة سجودها وانقيادها لأوامر الله، ليبين من ثم مسألة سجود عناصر المناخ بما يشمل الإشعاع الشمسي ودرجة الحرارة، الضغط الجوّي والرياح. أمّا الفص الثالث فقد دار حول سجود أشكال سطح الرض بما يعني: سجود الجبال والسهول والوديان والبحار. وحول سجود الكائنات الحية جاء الفصل الراع والأخير الذي يبين فيه المؤلف أنواع الكائنات الحيّة وماهية سجودها، وشمل ذلك: 1- الكائنات الحية النباتية: الماء، المناخ، وشمل الحديث عن سجود المناخ بما يعني المناخات الممتدة على سطح الأرض. ا- الإقيم المداري وغاباته المتنوعة، ب- الإقليم المعتدل الدافئ، ج- الإقليم المعتدل البارد. 2- سجود الكائنات الحيّة الحيوانية بما يشمل سجود كلّ من الإبل والطيور والحوت والنخيل والذباب والحمار.
ليكون الحديث أخيراً عن سجود الإنسان بما يشمل سجوده في الدنيا (سجود الجسد، وسجود العبادة) ثم سجوده في الآخرة. وجاء ذلك كله مقروناً بالدلائل العلمية التي جاءت الآيات القرآنية موضحة لها قبل اكتشاف الإنسان لهذه الظواهر الكونية ومارافق ذلك من نظريات حولها خلال رحلته العلمية في البحث عن أسرار هذه الكون عبر القرون. إقرأ المزيد