تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: الأهلية للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:يواصل مهيب البرغوثي مشروعه التهديميّ، لكلّ ما يقف على قدمين من شعر يختنق به الوطن، شعر من بلاستيك محروق وأسنان مسوّسة.
لا يرضى مهيب بأقل! من إنهيار شامل لكل المنظومات الشعريّة والتربويّة والأصوليّة والثقافيّة.
عدوّ المستقرّ هو، وصديق الريح والنساء القبيحات والليل والفوضى، سارق الكتب المجنون الّذي ما زال يلبس معطفه في ...عزّ آب، ويندسّ في عتمة المكتبات في عمّان ورام الله، تحت بصر أصحابها المبتسمين، ليحشو جيوبه وخاصرته بكنوزها اللذيذة، ثمّ يخرج فاتحاً روحه ومعطفه للعواصف والحزن والصراخ.
يعود مهيب إلى بيته بعد منتصف كلّ ليل، تقطر يداه دماً سفحه من جثث قصائد الآخرين وعقائدهم؛ آكل الغبار، شريد العينين وملتهم النوافذ وحبيب بوكوفسكي، ما زال يرفض كلّ يوم ما يتّفق عليه اثنان في أيّ مكان في العالم.
دعوته مرّةً إلى مدرستي فأثار إعجاب الطلاّب، وخاف منه المدرّسون، وقبّله الآذن في جبينه، لكنّ المدير طلب منّي طرده فوراً، وحين رفضت طردنا نحن الإثنين.
في نصوصه الجديدة هذه، لا يتخلّى عن الحزن السريّ ونزعات الإعتراف الشخصيّ، والهمس فيق أذن البيت، كلّ ليلة: أعشقك يا حبّي الأوّل الذي لا يزول، أحبّ شعر مهيب، أحسّه يكسرني كلّما قرأته، ذلك الكسر الذي يشبه صلاة المحبّ والخائف. - زياد خداش
مهيب لا يكتب بوصفه شاعراً ذا سلطة، بل بوصفه ذلك المخلوق البدائيّ الضالّ الذي يجوس في ليله الشخصيّ، ويدخل إلى العبارة على هيئة الزوبعة، مسبّباً الفوضى في اللغة والوجدان، ومحمّلاً بالغبار والعواء والشتائم والروائح البريّة، ونصّه لا يأبه بشيء، لا بالنحو ولا بالبلاغة ولا بأسس الخطاب الوطنيّ ولا بتقاليد الشعريّات العربيّة. لكنّه، بسبب مسلكه البريّ، يغدو نصاً مختلفاً ومشبعاً بقدر عالٍ من الأوكسجين النقيّ الّذي لا تمتلك مثله الكتابة الرصينة المتجهّمة.
ومهيب أيضاً ليس تخريبياً كما يظنّ بعضكم، ولا يخوض أيّ حرب مع (الشعر) المستنقِع الراكد، وليس لديه أيّ مشروع ثوريّ لتحطيم أصنام الكتابة الشعريّة، إنّه (ماغوط) آخر نبت فجأة في الأصيص الفلسطينيّ المثقل بالزينة والظلال والإلزامات والورود الداجنة، وأربك المشهد بفوضوّيته المثيرة الّتي يغبطه عليها الجميع، وينبذه عليها الجميع.
ثمّة مذاقات مختلفة وطازجة في نصوص مهيب، أحبّها لأنّ أحداً آخر من الشعراء لن يغامر بالذهاب لإلتقاطها، خشية أن يفقد موقعه في الحظيرة. - زهير أبو شايب إقرأ المزيد