تاريخ الشعر السياسي إلى منتصف القرن الثاني
تاريخ النشر: 01/01/1976
الناشر: دار القلم
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)
نبذة نيل وفرات:هذه فصول في تاريخ الشعر السياسي، حاول المؤلف فيها وصف هذا الفن الأدبي في أطواره المتعاقبة منذ نشأته في الجاهلية إلى نحو منتصف القرن الهجري الثاني. وقد رأى أن هذا الفن نشأ مع الجماعة العربية في شكلها القبلي، وانتقل معها حنين أخذت صورة الإمارة وكان في الحالين رسومها الداخلية، ...وصحيفتها الخارجية.
فلما جاء الإسلام وأخذ يصوغ من هذه القبائل المتنافرة أمة واحدة تخضع لسلطان واحد، وتصطنع روحه الإنساني مكان حميتها الجاهلية، أخذ الشهر يسند هذا النظام الجديد ويسايره، فكان سجل الأمة العربية في دور تكوينها، والدولة الإسلامية في بسط نفوذها، والثورات الأهلية طوال احتدامها، والأحزاب السياسية في فترة اصطراعها.
حتى إذا قامت الدولة العباسية رأيناه يصور لنا ما انطوت عليه من عوامل الفناء: ما بين الطالبين ينقمون عليها، وشعوبية يناهضونها، وكسرية تقمصها لعلها تديل لنفسها منها ومن العرب جميعاً. وقد ذهب في تفسير هذا الشعر مذهبين متقابلين وإن لم يتنافرا: أحدهما: قريب يقف عند فنون المعرفة وصفاً، ومدحاً وهجاءاً، وحماسةً، والثاني: بعيد ينتهي عند غاية هذا الشعر والهدف الذي أنشئ في سبيله أيا كان هذا الهدف، حزباً سياسياً، أو قبيلاً عربياً، أو شعباً أجنبياً، أو مذهباً حكومياً.
أما المنهج العام لهذه الفصول فقد قام على أصلين: أحدهما سياسي، والثاني فني، وعاش الثاني في إطار الأول محتفظاً باستقلاله الذاتي، وطوابعه الخاصة. وقد لاحظ في هذا الأصل السياسي أن يساير التكوين الطبيعي للجماعة وخضوعها لأطوار الزمن، وعوامل الحضارة والطابع السياسي لكل طور حسبما تراءى له، فكانت البواب والفصول نتيجة حتمية لهذه الأطوار.
أما الأصل الفني فقد أقامه على الخواص الأدبية للشعر السياسي نفسه ملحظة في كل عهد من هذه العهود عامة، وفي كل حزب في العصر الواحد، وعند كل شاعر في حزبه قدر المستطاع وحاول أن يردها إلى عللها السياسية، والدينية، والمكانية، والشخصية، لعله يوفر لهذه الدراسة عناصر التاريخ الأدبي التي تلائم هذا الموضوع. إقرأ المزيد