الدرس اللغوي في النصف الأول في القرن العشرين
(0)    
المرتبة: 138,365
تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: دار غيداء للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:شكّل عصر النهضة العربية مرحلة تاريخية مهمة للعرب؛ نظراً لدوره الفعال في تشكيل الوعي الفكري والسياسي، إذ بدأت النهضة العربية الحديثة في أوائل القرن التاسع عشر، حين بدأ الشباب يتوسَّعون في الدراسات الغربية، ويتعمَّقون فيها، وقد زالت عنهم هيبة الإنجليز، إذ بدأت البعثات الثقافية ترحل إلى أوروبا، ويقيم عدد ...منهم في عواصمها إقامة طويلة؛ لينهلوا من مناهلها الثقافية، ويدرسوا العلوم العصرية بدقة وإتقان، ويتعرفوا على الحضارة الغربية عن كثب، فيخوضون فيها ويدرسون الفلسفات والنظم والمدارس الفكرية، ويلاحظون العناصر الصالحة البنَّاءة المفقودة في تركيب هذه الحضارة، فيثير ذلك في نفوسهم وعقولهم معاني وأحاسيس لم تكن ممكنة إلاّ مع الإقامة الطويلة في أوربا.
ويجدر بنا قبل إبراز جهود لغويي النصف الأول من القرن العشرين أن نسلّط الضوء على هذه المدة سياسياً وثقافياً؛ لتوضيح قيمة أعمالهم وجهودهم التي بذلوها وآرائهم التي طرحوها في مؤلفاتهم، ولمعرفة العوامل التي أدّت إلى نهضة الدرس اللغوي في هذه الحقبة الزمنية، والمؤثرات التي أثرت بهم وبإنتاجهم اللغوي، وهو ما سيتضمنه هذا التمهيد، وقد قسّمته على: أولاً: الأحوال السياسية في المشرق العربي في النصف الأول من القرن العشرين، ثانياً: الأحوال الثقافية في المشرق العربي في النصف الأول من القرن العشرين، ثانياً: الأحوال الثقافية في المشرق العربي في النصف من القرن العشرين، ثالثاً: العوامل التي أدَّت إلى نهضة الدرس اللغوي في النصف الأول من القرن العشرين.
أولاً: الأحوال السياسية في المشرق العربي في النصف الأول من القرن العشرين، يشكّل المشرق العربي وحدة مهمة داخل الأمة العربية، وبدءاً يجدر بنا تحديد موقعه وبلدانه التي سيكون عليها حديثنا في هذا البحث، إذ تعد هذه المنطقة هدفاً رئيساً لأبرز محاولات الإختراق الخارجي، فهو إمتداد جغرافي كبير من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج العربي والحدود العربية مع إيران وتركيا، أي: ما يسمّى بالقسم الآسيوي من العالم العربي، وهو يضمّ منطقتين هما إقليم الهلال الخصيب (فلسطين ولبنان وسورية والأردن والعراق)، وثانيتهما: إقليم الخليج والجزيرة العربية (المملكة العربية السعودية واليمن والكويت والبحرين وقطر والإمارات وعمان)، أما مصر فهي المدخل الرئيس للجناحين الآسيوي والأفريقي للعالم العربي. إقرأ المزيد