تاريخ النشر: 09/03/2016
الناشر: المكتبة السلطانية
نبذة الناشر:أكّد الله تعالى دعوة رسولة (صلى الله عليه وسلم) بالتأييد، وأفرد شريعته بالتأبيد، فجاءت كاملة، صالحة، شاملة، محيطة بجميع ما يحتاج إليه المحتاج، وهذا ظاهر في كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، فما من أمر يُحتاج إليه إلا وفي التنزيل منه خبراً، تصريحاً أو تلويحاً، يعرفه العالم البصير. ...قال الإمام الشافعي: فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة؛ إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى. وقال أبو حاتم عن البخاري: وسمعته يقول: لا أعلم شيئاً يحتاج إليه، إلا وهو في الكتاب والسنة. فقلت: يمكن معرفة ذلك كله؟ فقال: نعم. ومصداقاً لذلك يأتي الموضوع الذي يدور حوله هذا الكتاب للإمام المقريزي، وهو موضوع (الكيل والوزن) الذي لم يغفله الشرع، والذي تضافرت أدلته في الكتاب والسنة وتواترت، بيانه، وعاقبه لم يفي بذلك. وأمرهما قد ضلّت فيه أمم سابقة، فعن ابن عباس (رضي الله عنه)، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لأهل الكيل والميزان: "إنكم قد وليتم أمرين هلكت فيها الأمم السابقة".
هذا وقد اعتنى علماء المسلمين بهذا الموضوع، مأكدّين على ضرورة معرفة المسلمين ذلك؛ حتى قال أبو العباس العزفي: فوجب على كل من دان بهذه الملّة وتعبّد بهذه الشريعة البحث عن كيل أهل المدينة فيما جرت العادة بكيله، وعن وزن أهل مكة فيما استمر بالعرف وزنه إن وجد إلى ذلك سبيلاً. وصنفوا يف ذلك المصنفات والرسائل، والفتاوى. من هنا تأتي رسالة المقريزي هذه التي كتبها في الأوزان والأكيال الشرعية.
ونظراً لأهميتها فقد تم الإعتناء بها، ضبطاً وتحقيقاً وتوثيقاً. أما منهج عمله فقد جاء على النحو التالي: 1- توثيق العنوان وصحة نسبة الرسالة للمؤلف، وهذا واضح من خلال: 1- تعليقات المقريزي بيده في هوامشها، ونسبتها إلى نفسه في ختامها بعبارة: صححه مؤلفه وجامعه أحمد بن علي المقريزي. 2- ذكر المصادر التي رجع اليها المحقق من ضمن كتبه. أما العمل في المخطوط، فقد عمد المحقق إلى: 1- تخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. 2- نسخ المخطوطات على الطريقة الإملائية الحديثة. 3- التنبه إلى بعض الفروقات الحاصلة بين نقل المقريزي من الكتب وبين المطبوع منها، بإثبات عبارة المقريزي والتنبه إلى الأخرى في الحاشية. 4- التعليق على بعض المواضيع التي تحتاج إلى تعليق. ومن ذلك بيان مقادير الأكيال والأوزان المذكورة في الرسالة كما هي عليه في الوقت الحاضر. 5- عزو النصوص التي نقلها المؤلف إلى مصادرها. 6- الترجمة لبعض الأعلام الذين ورد ذكرهم في متن الرسالة باختصار. 7- تقديم ترجمة المؤلف.
وهنا لابد من الإشارة إلى قيمة الكتاب، لا سيّما أنّ قيمته تأتي من أمرين رئيسيين. الأول: قيمة الموضوع المطروق وأهميته واحتياج الناس إليه؛ إذ لم يتطرق إليه أحد من قبل، كذلك وإن تم ذلك، فليس بما يوفيه حقه. والثاني: قيمة المؤلف العلمية.
وهذه لمحة عن سيرته: المقريزي هو تقيّ الدين أبو العباس أحمد .. حمد بن ابراهيم بن محمد بن تميم ابن عبد الصمد المقريزي. ولد المقريزي في القاهرة سنة 766هـ ، ونشأ فيها نشأةً حسنة، فحفظ القرآن، وحفظ كتاباً في مذهب الإمام أبو حنيفة وتفقّه على مذهبه، وهو مذهب جده لأمّه العلّامة شمس الدين بن الصائغ الحنفي، ثم تحول إلى مذهب الشافعي بعد مدّة طويلة. حرص المقريزي على تلقي العلم من أفواه العلماء، فأخذ يطوف عليهم واحداً تلو الآخر، حتى بلغوا ما يقارب الستمئة شيخ. قال عنه تلميذه ابن تعزي: وكان إماماً مفنناً، وقال عنه ابن العماد: الإمام العالم البارع عمدة المؤرخين وعين المحدثين. وقال: كان علماً من الأعلام، ضابطاً مؤرخاً محدثاً، معظّماً في الدول. ولقبه السخاوي "مؤرخ الوقت"، وأخرى "بمؤرخ القاهرة". تولى المقريزي مناصب عدّة منها: حسبة القاهرة، كما وليّ وظائف دينية، وعُرض عليه مرة قضاء دمشق في أوائل الدولة الناصرة فأبى قبول ذلك المنصب. ترك المقريزي مؤلفات كثيرة، حيث يعدّ من الكثيرين من التآليف. كانت وفاته في السادس عشر من رمضان سنة خمس وأربعين وثمانية 845 هـ بعد مرض طويل، ودفن بحوش الصوفية البيبوسية. إقرأ المزيد