الدير ؛ سيرة ذاتية - الجزء الأول
(0)    
المرتبة: 257,453
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: خاص-علي أحمد هلال
نبذة نيل وفرات:كتب الكثيرين عن البحرين القديمة والبحرين الحالية (أوال)، وهذا الكتاب لا يتحدث عن هذه الجزيرة، وإنما ينحصر محتواه عن قرية من قرى هذه الجزيرة ظلّت ردحاً من الزمن خلف التاريخ وخارجه، ولم يقيّض الله لها من بعض حكايتها، إنّها قرية الدير في أصالتها وتاريخها.
وإلى هذا ، فقد كانت القرية ...في البحرين في الخلية الأولى في تكوين هذه الجزيرة، بما في ذلك المدن التي تكونت فيما بعد، وفي المقدمة مدينتا المنامة و المحرق. فالمنامة لم يكن لها تاريخ قديم، وتاريخها لم يسبق القرن السابع الهجري تقريباً، وقد كانت المنامة مجموعة من القرى الصغيرة تشكّلها بحجمها الآن، وتضم من تلك القرى: رأس رمان، المنعمة، والماحوز، المحارقة، فريق الحطب، منطقة السوق، فريق الفاضل... وهذه المناطق تمثل مركز المدينة، وتمتد المنامة من الحورة إلى واحة النعيم والبحر محاذية لباب البحرين. وتروي بوساطة فلج يطلق عليه (المشبر) من عين قلعة الديوان.
وكانت سوق الطواويش من أشهر أسواقها إلى جانب مقهى الطواويش وهكذا لم تكن المنامة آنذاك إلّا مجموعة من القرى. ولم يبنِ فيها مرفأ إلّا في سنة 1901 وهو مرفأ صغير ترسو به السفن القادمة والمغادرة، وكانت قبل ذلك ترسو وسط البحر، وكان المسافرون يركبون سفناً صغيرة لنقلهم إلى الساحل. أمّا المحرق؛ فلم يكن لها ذكر قبل 1842، إذ كانت مجرد كومة من الرمال مع مجموعة من النخل والقرى المنتشرة حولها هنا وهناك.
ويبلغ عدد سكانها 10000 نسمة، أمّا المحرق نفسها، فكان يسكنها 4000 نسمة، أمّا الباقي من السكان، فقد كانوا ينتشرون في القرى المطلّة على الشاطئ وسط النخيل. وبعد معركة خكيكرة اختار الشيخ سلمان بن أحمد الدفاع سكناً له، بينما اختار الشيخ عبد الله بن أحمد المحرق، ومنذ ذلك التاريخ بدأت المحرق تأخذ مكانها بين القرى المحيطة بها، لتبرز في القرن التاسع عشر كثاني مدينة في البحرين بعد المنامة.
وبما أنّ هناك ما بين تربة الدير وأخواتها في القرى وشائج قربى تاريخية وجغرافية، ربطت بينها أحداث التاريخ، وأثرت بعضها في بعض، فقد تم في هذا الكتاب أولاً إلقاء بعض الضوء على جزء من زوايا التاريخ الخاص بهذه الجزيرة وما تركته في سياقها من أحداث تركت آثاراها على معظم قرى البحرين، حتى إذا استوفى المؤرخ تلك الزوايا المنتقاة بشيء من الإيجاز، انتقل للحديث عن الدير: جغرافياً وتاريخياً، مع بيان طبيعة أرضها والخصائص التي تميزت بها هذه القرية، التي يعود أصل تسميتها إلى وجود دير في السابق، الذي كان يقع على ربوة كبيرة، تكاد تكون أعلى مكان في المنطقة، وكان المتوجه إلى هذه الربوة يصعد إلى الأعلى؛ وبخاصة إذا كان قادماً من الجنوب أو الشمال، وقد كان الأهالي يصعدون إلى هذا المكان (الربوة) للنظر إلى السفن القادمة من البحر الذي يقع شمالاً، وهذا ما يعني أنه لم يكن هناك بين البحر والربوة إلّا بيوت قليلة لا تحجب رؤية الاهالي للبحر.
وإلى هذا، فالدير قرية تقع في أقصى الشمال من المحرق، يحدّها من الجنوب مطار البحرين الدولي، ومن الغرب البسيتين، وشمالاً البحر، ومن جهة الشرق تحدّها سما هيج. والواقع أنّ الحدود بينها وبين سما هيج منطقة واحدة في الجغرافيا والتاريخ، وأنهما دائرة واحدة في سياق السياسة والدوائر البلدية، وهي (سمادير). ومساحة قرية الدير غير مستقرة فهي تمدّد مستمر من جهة الشمال (البحر).. أما عدد سكانها فهو يتجاوز الآن الأثني عشر ألفاً. وهي تتمتع بإطلالة على البحر (يطلق عليه قديماً بحر الدير) من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، قبل أن يتمدد السكن إلى جهة الجنوب. أمّا من جهة الشمال الشرقي والشمال الغربي فهي مقاطعة خضراء، بساتينها ريا والغربية وما بينها رمال الشاطئ الذهبية.. وهذا الشاطئ وتلك البساتين المطلّة على البحر جعل مناخ هذه الأرض محطّ أنظار الراغبين في الاصطياف من أهالي المحرق وغيرها.
وعن مصايف الدير يتحدث المؤلف عن تاريخ هذه القرية: جغرافيتها، تاريخها، عاداتها وتقاليدها، تاريخها الثقافي والإسلامي، أهم معالمها الإجتماعية والثقافية والعمرانية... إلى ما هنالك من أمور ومسائل اختصت بها هذه القرية في الماضي والحاضر. إقرأ المزيد