المسأله الكردية في العراق ؛ رحلة الدم والبارود
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: جيكور للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:الأكراد هم شعب أصيل يعيش في المنطقة التي عُرِفَت باسم كردستان منذ آلاف السنين. وكما هو الحال مع أجزاء الشرق الأوسط؛ فقد قُسِّمت منطقة كردستان مرات عدّة، وهي خضعت إلى حكومات ودول توالت على حكم الرقعة الجغرافية التي تواجد عليها الكرد تاريخيّاً. وكان آخر تقسيم هو ذلك الذي حصل ...عام 1923 إثر معاهدة "لوزان" التي جزّأت المنطقة على الشكل الذي هي عليه الآن. ومما لا شكّ فيه أنّ المشكلة الكردية في الشرق الأوسط تعتبر من أعقد المشاكل وأطولها عمراً. وهي تتمثل بمطالبة الأكراد بحقوق معينة تحافظ على تميّزهم القومي واللغوي، وتثبيت هذه الحقوق في الدساتير وضمن قوانين مُعلنة. في حين أنّ أغلب حكومات الدول التي يقطنها الأكراد، تصرّ على رفض هذه المطالب التي تعتقد أنّها ستعود إلى انفصال هؤلاء عن الدولة الأم. وهكذا، تعقّدت المشكلة وظلّت من دون حلّ جذري ونهائي حتى وصلت إلى مراحل خطِرة بعد التدخلات الإقليمية والدولية فيها، إلّا أنّ الكثيرين من أبناء منطقة الوطن العربي، وبسبب التقييّم المفروض على هذه القضيّة يجهلون طبيعتها وجذورها وحقيقة المطالب الكردية والأساليب التي تم التعامل بها معها بلإضافة إلى المسائل التي تعاني منها الحركات الكردية نفسها. وقد دفع الاجتياح الأمريكي للعراق في نيسان 2003 المسألة الكردية مرة أخرى إلى واجهة الاحداث وكشف أن الكُرد، ولأول مرة منذ تأسيس العراق، يمتلكون ثقلاً كبيراً في صناعة القرار ورسم مستقبل البلد. كما أن الحصول على مكسب الفيدرالية في العراق والضمانات الدستورية الاتحادية للإقليم، وبناء المؤسسات الديمقراطية قد دفع المسألة الكردية بخطىً ثابتة نحو تحقيق الحلم الكردي الذي عاش لعقود تحت الرماد. لكن هناك خطوات تسبق الولوج إلى ذلك الحلم. حاول المؤلف من خلال هذه الدراسة تسليط الضوء عليها، وأهمها ضم كركوك للمشروع الكردي والاستحواذ على المناطق المتنازع عليها التي تضم 80% من حقول نفط الشمال، واحتواء الأقليّات العرقية والدينّة عبر سياسة التكوير على الشبك واليزيدية، وسياسة الترغيب للأقليات الأخرى المسيحيون والتر كمان والصابئة، وخلق إطار للأكراد داخل هذه الأقليّات "ضدّ نوعي" منظم سياسيّاً يدفع أبناء جلدته نحو أربيل. بلإضافة إلى ذلك عمد المؤلف في دراسته هذه إلى تحليل مدخلات ومخرجات المسألة الكردية وانعكاساتها على العملية السياسية العراقية، وأثرها على الهوية الوطنية ووحدة التراب العراقي، والدور الإقليمي والدولي المؤثر سلباً وإيجاباً على المسألة الكردية التي بها ارتبط مصير البلاد ومستقبلها. من هذه الإشكالية كان انطلاق الدراسة للبحث في آخر مرحلة يمر بها الكيان العراقي منذ قيام الدولة. هذه المرحلة التي وضعت العراق على مفترق طرق، وأبعدته عن دوره الريادي في المنطقة العربية والإسلامية بعد أن فقد توازنه وتحول الى عمق استراتيجي لسياسات دول الجوار، بدل أن يكون العكس.
وإلى هذا، فإن عوامل التأثير والتأثر التي تمتلكها المسألة الكردية في محيطها الإقليمي والداخلي جعلت منها القضية الثانية في الشرق الأوسط بعد القضية الفلسطينية؛ لِما لها من انعكاسات على قوى اقليمية فاعلية، قبل إيران وتركيا والعراق وسوريا، هذه الدول التي تحتضن معظم الوجود الكردي. ومع التباين الإيديولوجي والقومي والاستراتيجي بين تلك الدول، تبقى المسألة الكردية هي العامل المشترك فيما بينها، وخصوصاً على أرض العراق حيث تتخذ سكلأً أخطر وأوسع. من هنا تاتي أهمية هذه الدراسة التي تمحورت حول المسألة الكردية في العراق، حيث استعرض المؤلف المراحل التي مرّت بها المسألة الكردية، وكيف تطورت وتغيّرت مواصفاتها ورجالاتها وأبعادها منذ بدايات القرن العشرين وصولاً إلى نقطة البحث المفصلية؛ أي مرحلة مابعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003. والهدف رصد التدخلات الاقليمية والدولية في سياق وضع الحلول للمسألة الكردية أو إثارة الأزمات في محيط تأثيرها، وفقاً للاستراتيجيات الدولية التي ترعى مصالح تلك الدول، والكشف عن حديّة الحكومة الاتحاديّة والإقليم بوضع الحلول للأزمات التي تثار بينهما، ومدى تأثير الدستور في زيادة حدّة المشكلة أو حلّها، ليتسنى طرح رؤية مستقبليّة للمسألة الكردية في العراق "من خلال معطيات الحاضر والماضي" ومفاصل الأزمات الطارئة بين الحكومة الإتحادية والإقليم؛ وكذلك الكشف عن الدور الذي تلبيه الأقليّات الأخرى في العراق، أضف إلى ذلك البحث عن جذور الأزمة في كركوك وحقول نفط الشمال ودراسة هذه الأزمة في جوانب مختلفة لوضع توصيات أو خطة عمل ينصح بها لإخراج البلاد من النفق المظلم. إقرأ المزيد