سلطة النص الديني وبناء الدولة - السيد السيستاني إنموذجاً
(0)    
المرتبة: 85,630
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: مؤسسة العارف للمطبوعات
نبذة الناشر:كان البروز العظيم للسيد السيستاني بعد 2003 حدثاً عالمياً فقد سلطت عليه وسائل الإعلام أضوالها كشخصية محورية ليس على المستوى العراقي بل بإمتداد نفوذه وسلطته الروحية إلى مناطق العالم المختلفة كعالم دين مُقلد من ملايين المسلمين الشيعة، بالإضافة إلى إظهاره نزعة إعتدالية عقلانية، معتمداً على حجج وبراهين علمية في تعاملاته ...ومواقفه، وقد شكلت عندي هذه النزعة رغبة في الكتابة عن هذه الشخصية المثيرة للجدل والنقاش على المستويات الأكاديمية والبحثية والإعلامية إذ يمكن إحصاء عشرات الدراسات الرصينة والهجينة والملفقة التي تناولت هذه الشخصية، غير أن طبيعة الأحداث ومتغيراتها أضافت لي رغبة جديدة في التركيز على النص البياني الفتوالي الصادر منه، وقراءة هذا النص تحليلاً مرة وتأويلاً مرة أخرى دون تجاوز الوضوح والشفافية التي امتاز بها.
على الرغم من الدراسات المتنوعة التي تناولت هذه الشخصية إلا أن دراستها أما كموقف سياسي كما هو حال موقف السيد السيستاني من كتابه الدستور وإختلافاته عن الرؤية الاميركية ومسانديها في كتابة نص دستوري عبر نخبة مختارة تتولى هذه المهمة أو كرؤية دينية حوزوية، غير أني حاولت جُهد الإمكان بحث هذه الشخصية ضمن إطار التاريخ السياسي تحليلاً وتفسيراً، تأكيداً على محوريته ومركزيته في الأحداث والمرحلة الإنتقالية وكقائد روحي أسهم في صناعة الحدث وتاريخ المرحلة، وصياغة تصورات جديدة للمستقبل العراقي، دون أن تمسهُ السياسة بألوانها المتداخلة، ومشاكساتها وألاعيبها، وقد كانت هذه الميزة سبباً في اختيار الموضوع وإظهار الدور المهم والخطير الذي أداه السيد السيستاني في عملية ترتيب الأوضاع وإعادة بناء الدولة بعقلية منفتحةٍ ومستندة إلى تجارب تاريخية معلومة، وبأفق بعيد لم يجد له أفقاً موازياً عند النخب السياسية العراقية التي صالت وجالت دون بُعد إستراتيجي لحركتها ونشاطها، وكان عجزها وكسلها وصراعاتها سبباً منطقياً لعدم بلوغ مرحلة الدولة الكاملة التي نظر لها السيد السيستاني فكرياً ودعمها موقفاً. إقرأ المزيد