لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

نحن لا نتغير

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 56,001

نحن لا نتغير
6.65$
9.50$
%30
نحن لا نتغير
تاريخ النشر: 01/07/2015
الناشر: دار الفارابي
النوع: كتاب إلكتروني/epub (جميع الأنواع)
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)
نبذة نيل وفرات:"أمسكت بطرف معطفي الفرد وشددته بقوة وأنا أرتجف، عنيدة كعادتي، تجاهلت نصيحة موظفة الإستقبال بأن أغطي، رأسي بأي شيء لأقيه جنون البرد من حولي.
فضّلت أن أرسل خصلاتي البنية الطويلة الناعمة وأمشي، بلا قيود ولا أغطية ولا ماضٍ ولا شيء، سوى الثلج، درت بعيني حول هذا الغطاء الأبيض الرابع الذي ...يغطي كل شيء بلا إستثناء؛ الأرصفة وأسقف السيارات والمباني وأوراق الأشجار.
مشيت بصعوبة أقدام مبتدئة أراقب الحركة الدؤوبة من حولي، كيف يمشون بسرعة وتتحرك السيارات وتدور الحياة على نحو طبيعي لافت رغم هذا البرد القارس؟ أحاول أن أمرّ بخطواتي فوق فراغات تركتها أقدامٌ من قبلي ليسهل عليّ المشي، غالباً ما يسهل علينا أن نمشي في طريق مشى فيه آخرون من قبلنا، ولكن الحياة تجبرنا في لحظة ما أن نشق طريقاً جديداً صعباً لم يكن أحد من قبلنا قد مرّ به.
أحياناً أتساءل أكنت حقاً قوية كفاية في تلك الليلة لأشق طريقي جديداً وحدي؟ خبأت أنفي ثواني داخل الفرد، كان جسدي يهتز من فرط البرد الذي هاجمني في الساعة الماضية منذ أن حطّت طائرتي في المطار إلى أن وضعت حقائبي في الفندق ونزلت بسرعة إلى الشوارع لأمشي وأستكشف وأنسى، كنت أهرب بكل ما أوتيت من قوة من الماضي، أتخيل عينيّ الغزال البنيتين الكحيلتين كيف كانتا متألقتين ليلّتئذ بنظرة سعادة ورضى وأنا أدور بهما بسرعة أراقب الأشياء الجميلة حولي.
وصلت إلى شارع تجاري طويل مزدحم بالمارّة والمحال التجارية الصغيرة على جانبيه تبيع الهدايا... أستمع للفرنسية وابتسم لكل من حولي الإبتسامة تفوق كل اللغات... أدندن بسعادة وأنا أمشي بصعوبة على الثلج "تاري الدوا حبك وفتش عالدوا" وقفت أمام لائحة مضيئة على جانب الرصيف مكتوب عليها "Welcome to Canada… Welcome to Heaven" اتسعت إبتسامتي رغماً عني... بدا المكان بالنسبة إلي حقّاً كالجنة... حككت أنفي بيدي في محاولة يائسة لإدفائه، واكملت طريقي في الشارع الأبيض الطويل، كنت متمسكة جدّاً بذلك القرار الذي اتّخذته فجأة بأن أبدأ صفحة بيضاء جديدة مليئة بالأضواء تماماً كهذا الشارع من صفحات حياتي...
عدت إلى الفندق ليلة البارحة في الثانية بعد منتصف الليل، وضعت المنبه ليوقظني مبكراً لأبدأ دوامي منذ اليوم الأول من وصولي، إلهي كم هو مزعج صوته!... في صباح شبيه بهذا الصباح، فتحت عيني على رنين الهاتف، أهدى إليّ القدر يومئذ مصيبة دسمة كانت كافية لتوقظني من الدوامة التي عشت فيها.
من الإستسلام لماما ولعامر وللمدينة وللظروف الصعبة، استيقظت من الطفولة متأخراً، فجأة وبدون سابق إنذار، تلقيت مكالمة هاتفية أيقظتني، نظرت إلى الساعة بسرعة وأنا أجيب، كانت تشير إلى الثامنة والعشرين من عمري، تأخرت كثيراً على الحياة!...
كان القدر على الهاتف: صباح الخير، إنها الثامنة والعشرون من عمرك، الخامسة صباحاً وقعت مصيبة وأنا أتذكر ذلك الصباح، لن أتأخر بعد اليوم عن الحياة، بدلت ملابسي وغادرت الفندق، أعلم أنني ما زلت ضعيفة جداً لأصدق المصيبة، مازلت أتجاهلها ولا أذكر عنوانها وأتظاهر بأنها لم تحدث قط، وأن هذه الثورة التي أشنها على حياتي لم تكن تلك المصيبة هي سببها...
أقنع نفسي بأنها ثورة على القدر، لماذا يوقظني القدر من طفولتي؟ بعد أن أضفت كلّ تلك السنين وأنا أضع قناع الكبار ولم أكن أفهم شيئاً عن عالمهم، كانت الطفولة تملؤني ولكنهم لم يكونوا يسمحون لي أن عيشها، قال لي عامر وأنا في الثامنة عشرة من عمري: عليك أن تغيّري تصرفاتك، فأنا لم أتزوج طفلة...
تراكضت بعدها الأحداث، صوت ضحكتي كالأطفال عليّ أن أخفيه، مشيتي وغنائي ورقصاتي وكتاباتي وحلمي القديم بنشر روايتي وبأن أصبح مذيعة مشهورة، كلّ هذا إما يجعلني طفلة وإما يجذب نحوي الذئاب، ببساطة اتفقوا معاً أن يلبسوني قناعاً جديداً يخفي الطفلة التي كانت لا تفارقني... أحياناً أتساءل تُرى لو كان بابا موجوداً بعمّان حينذاك أكان كل هذا سيحدث؟...
كان بابا هنا في مونتريال لا يدري بالمسرحية التي عليّ أن أؤدي أدوارها دوراً تلو الآخر، حتى وصلت إلى ما يقارب الإنهيار، ثم جاءتني تلك المكالمة، فكان أمامي خيارات؛ إما أن أنهار وإما أن أثور...
أأقدارنا تختار لنا أم نحن نختارها... سؤال يظل صداه يتردد في حياتنا إلى ما لا نهاية، وتضيع ليلاً صاحبة الحكاية... تتيه في دهاليزه وتصحو على حلمها وقد تحقق طفلتها الضائعة وجدت طريقها إليها... عاشتها... وعاشت ليلاً الصببية التي تحلم وتطمح وتحب... لتصبح إلى نهاية الحكاية تلك الفتاة التي دخلت في معركة مع نفسها ثارت عليها فكانت المنتصرة عليها والمنصرة لها...
نبذة الناشر:اتّسعت ضحكتي بتحدٍّ، ضحكتي هي نافذة جمالي وحين تّتسع ينفتح هذا الجمال على مصراعيه، لم يكن لجمالي قيمة قبل أن ألقاك صدّقني!؟
«بتتحدّيني» «بتحدّاك» غادرتك وأنا أشعر بسعادة غريبة، كنتُ أمشي لوحدي وأضحك وأنا أفكّر كيف استطعت استفزازي بسهولة، كنتُ مبهورة بحضورك القوي، بالهالة الّتي تحيط كتفيك بنظرة الثّقة الرّائعة الّتي لا يهزّها شيء، بابتسامة الاستهزاء الّتي تطلقها خلال حديثك، أنتَ رجل استثنائي، وأنا امرأة متفرّدة لا أقبل بأن أتساوى مع بقية نساء الأرض في نظر أي أحد فكيف في نظر رجل استثنائي مثلك. أسرني حضورك تلك الليلة، كان لا بدّ أن أعرف اسمك قبل أن تخبرني به، فأنت تبدو حقّاً كأوّل رجل، حضورك يمحو كلّ الرّجال من قبلك. خطوت خطواتي الأولى في تلك السّنة كامرأة أولى، أتعرّف إلى نفسي لأوّل مرّة، مأخوذة بحضور الرّجل الأوّل، فوق أرض تبدو كقطعة من الجنّة، ليتني لم أقابلك يا آدم، أو ليت التفّاحة لم تكن بتلك اّللذّة!

إقرأ المزيد
نحن لا نتغير
نحن لا نتغير
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 56,001

تاريخ النشر: 01/07/2015
الناشر: دار الفارابي
النوع: كتاب إلكتروني/epub (جميع الأنواع)
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)
نبذة نيل وفرات:"أمسكت بطرف معطفي الفرد وشددته بقوة وأنا أرتجف، عنيدة كعادتي، تجاهلت نصيحة موظفة الإستقبال بأن أغطي، رأسي بأي شيء لأقيه جنون البرد من حولي.
فضّلت أن أرسل خصلاتي البنية الطويلة الناعمة وأمشي، بلا قيود ولا أغطية ولا ماضٍ ولا شيء، سوى الثلج، درت بعيني حول هذا الغطاء الأبيض الرابع الذي ...يغطي كل شيء بلا إستثناء؛ الأرصفة وأسقف السيارات والمباني وأوراق الأشجار.
مشيت بصعوبة أقدام مبتدئة أراقب الحركة الدؤوبة من حولي، كيف يمشون بسرعة وتتحرك السيارات وتدور الحياة على نحو طبيعي لافت رغم هذا البرد القارس؟ أحاول أن أمرّ بخطواتي فوق فراغات تركتها أقدامٌ من قبلي ليسهل عليّ المشي، غالباً ما يسهل علينا أن نمشي في طريق مشى فيه آخرون من قبلنا، ولكن الحياة تجبرنا في لحظة ما أن نشق طريقاً جديداً صعباً لم يكن أحد من قبلنا قد مرّ به.
أحياناً أتساءل أكنت حقاً قوية كفاية في تلك الليلة لأشق طريقي جديداً وحدي؟ خبأت أنفي ثواني داخل الفرد، كان جسدي يهتز من فرط البرد الذي هاجمني في الساعة الماضية منذ أن حطّت طائرتي في المطار إلى أن وضعت حقائبي في الفندق ونزلت بسرعة إلى الشوارع لأمشي وأستكشف وأنسى، كنت أهرب بكل ما أوتيت من قوة من الماضي، أتخيل عينيّ الغزال البنيتين الكحيلتين كيف كانتا متألقتين ليلّتئذ بنظرة سعادة ورضى وأنا أدور بهما بسرعة أراقب الأشياء الجميلة حولي.
وصلت إلى شارع تجاري طويل مزدحم بالمارّة والمحال التجارية الصغيرة على جانبيه تبيع الهدايا... أستمع للفرنسية وابتسم لكل من حولي الإبتسامة تفوق كل اللغات... أدندن بسعادة وأنا أمشي بصعوبة على الثلج "تاري الدوا حبك وفتش عالدوا" وقفت أمام لائحة مضيئة على جانب الرصيف مكتوب عليها "Welcome to Canada… Welcome to Heaven" اتسعت إبتسامتي رغماً عني... بدا المكان بالنسبة إلي حقّاً كالجنة... حككت أنفي بيدي في محاولة يائسة لإدفائه، واكملت طريقي في الشارع الأبيض الطويل، كنت متمسكة جدّاً بذلك القرار الذي اتّخذته فجأة بأن أبدأ صفحة بيضاء جديدة مليئة بالأضواء تماماً كهذا الشارع من صفحات حياتي...
عدت إلى الفندق ليلة البارحة في الثانية بعد منتصف الليل، وضعت المنبه ليوقظني مبكراً لأبدأ دوامي منذ اليوم الأول من وصولي، إلهي كم هو مزعج صوته!... في صباح شبيه بهذا الصباح، فتحت عيني على رنين الهاتف، أهدى إليّ القدر يومئذ مصيبة دسمة كانت كافية لتوقظني من الدوامة التي عشت فيها.
من الإستسلام لماما ولعامر وللمدينة وللظروف الصعبة، استيقظت من الطفولة متأخراً، فجأة وبدون سابق إنذار، تلقيت مكالمة هاتفية أيقظتني، نظرت إلى الساعة بسرعة وأنا أجيب، كانت تشير إلى الثامنة والعشرين من عمري، تأخرت كثيراً على الحياة!...
كان القدر على الهاتف: صباح الخير، إنها الثامنة والعشرون من عمرك، الخامسة صباحاً وقعت مصيبة وأنا أتذكر ذلك الصباح، لن أتأخر بعد اليوم عن الحياة، بدلت ملابسي وغادرت الفندق، أعلم أنني ما زلت ضعيفة جداً لأصدق المصيبة، مازلت أتجاهلها ولا أذكر عنوانها وأتظاهر بأنها لم تحدث قط، وأن هذه الثورة التي أشنها على حياتي لم تكن تلك المصيبة هي سببها...
أقنع نفسي بأنها ثورة على القدر، لماذا يوقظني القدر من طفولتي؟ بعد أن أضفت كلّ تلك السنين وأنا أضع قناع الكبار ولم أكن أفهم شيئاً عن عالمهم، كانت الطفولة تملؤني ولكنهم لم يكونوا يسمحون لي أن عيشها، قال لي عامر وأنا في الثامنة عشرة من عمري: عليك أن تغيّري تصرفاتك، فأنا لم أتزوج طفلة...
تراكضت بعدها الأحداث، صوت ضحكتي كالأطفال عليّ أن أخفيه، مشيتي وغنائي ورقصاتي وكتاباتي وحلمي القديم بنشر روايتي وبأن أصبح مذيعة مشهورة، كلّ هذا إما يجعلني طفلة وإما يجذب نحوي الذئاب، ببساطة اتفقوا معاً أن يلبسوني قناعاً جديداً يخفي الطفلة التي كانت لا تفارقني... أحياناً أتساءل تُرى لو كان بابا موجوداً بعمّان حينذاك أكان كل هذا سيحدث؟...
كان بابا هنا في مونتريال لا يدري بالمسرحية التي عليّ أن أؤدي أدوارها دوراً تلو الآخر، حتى وصلت إلى ما يقارب الإنهيار، ثم جاءتني تلك المكالمة، فكان أمامي خيارات؛ إما أن أنهار وإما أن أثور...
أأقدارنا تختار لنا أم نحن نختارها... سؤال يظل صداه يتردد في حياتنا إلى ما لا نهاية، وتضيع ليلاً صاحبة الحكاية... تتيه في دهاليزه وتصحو على حلمها وقد تحقق طفلتها الضائعة وجدت طريقها إليها... عاشتها... وعاشت ليلاً الصببية التي تحلم وتطمح وتحب... لتصبح إلى نهاية الحكاية تلك الفتاة التي دخلت في معركة مع نفسها ثارت عليها فكانت المنتصرة عليها والمنصرة لها...
نبذة الناشر:اتّسعت ضحكتي بتحدٍّ، ضحكتي هي نافذة جمالي وحين تّتسع ينفتح هذا الجمال على مصراعيه، لم يكن لجمالي قيمة قبل أن ألقاك صدّقني!؟
«بتتحدّيني» «بتحدّاك» غادرتك وأنا أشعر بسعادة غريبة، كنتُ أمشي لوحدي وأضحك وأنا أفكّر كيف استطعت استفزازي بسهولة، كنتُ مبهورة بحضورك القوي، بالهالة الّتي تحيط كتفيك بنظرة الثّقة الرّائعة الّتي لا يهزّها شيء، بابتسامة الاستهزاء الّتي تطلقها خلال حديثك، أنتَ رجل استثنائي، وأنا امرأة متفرّدة لا أقبل بأن أتساوى مع بقية نساء الأرض في نظر أي أحد فكيف في نظر رجل استثنائي مثلك. أسرني حضورك تلك الليلة، كان لا بدّ أن أعرف اسمك قبل أن تخبرني به، فأنت تبدو حقّاً كأوّل رجل، حضورك يمحو كلّ الرّجال من قبلك. خطوت خطواتي الأولى في تلك السّنة كامرأة أولى، أتعرّف إلى نفسي لأوّل مرّة، مأخوذة بحضور الرّجل الأوّل، فوق أرض تبدو كقطعة من الجنّة، ليتني لم أقابلك يا آدم، أو ليت التفّاحة لم تكن بتلك اّللذّة!

إقرأ المزيد
6.65$
9.50$
%30
نحن لا نتغير

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 2
حجم: 21×14
مجلدات: 1

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين