التوحد تخلف عقلي أم خلل نمائي سلوكي ؟
(0)    
المرتبة: 169,738
تاريخ النشر: 01/09/2015
الناشر: دار القلم
نبذة نيل وفرات:ربما لم تسمعي ولم تعرفي ما هو التوحد لإيمانك المطلق بأن طفلك سويٌّ على المستوى السلوكي المعرفي والعقلي، والأهم أنه سويٌّ في تواصله الإجتماعي، وأن نموه يسير على أكمل ما يرام.
وهل هذا يكفي كي تضمني طفلك سوياً ذا قيمة إجتماعية تكون فاعلة فيما بعد؟ فأنت تدركين درجة الذكاء عند ...طفلك، وتفرحين لفرط حركته، لكنك لا تفهمين أن ذلك قد يكون مؤشراً على وجود إضطراب نفسي خطير، قد تكون أسبابه وراثية أحياناً، وعوامل محيطة أحياناً أخرى.
عندما تلاحظين هدوء طفلك الملفت تعزين ذلك على أنه طفل متّزن وليّن الطباع، وعندما يلعب لوحده تؤكدين أنه طفل مهذب، وعندما يكرر ذات النشاط في لعبة، تعتبرين أن نشاطه ناقصٌ لأنه ما زال في عمر يفتقر خلاله لعوامل الدفع نحو الإستكشاف والتجديد؛ لو راقبت سلوكياته الإضافية لربما أدركت خطر الحالة.
وإلى هذا؛ فإن حالة الهدوء التي هو عليها والعزلة التي هو فيها ما هي إلا إضطرابات مرضية وخلل في نموه السلوكي الذي أوصله إلى هذه الحالة من القصور في التواصل الإجتماعي وعدم القدرة على التكيف مع الآخر، بدأ لديه مع بداية حياته (عمر الشهور)؛ كذلك الأمر حين تأخره نطقه وعانى من قصور وصعوبة في القراءة.
ويأتي هذا التحليل بعد تشخيص الإضطراب على أسس علمية طبية نفسية متخصصة، فتلك الحالة تقتضي منك التقصي أكثر حول مرض شُبِّه في الماضي بالتخلف العقلي، إن ما قد يكون طفلك مصاب به سوف يكون له أساس ذا إرتباط عصبي، وخلل وظيفي في الدماغ، وهذا ما آل به إلى تلك الحالة من العتة الإجتماعي، الذي ينجم في ذات الوقت عن إضطراب في الهندسة الوراثية؛ وهذا ما يعني أسباباً وراثية.
من هنا، فالتوحد ليس بالحالة السهلة التي يمكن التعايش معها عن طيب خاطر، ما لم توضع لها الحدود من بداية تشخيص الأعراض، إن إهمال ما يتم إكتشافه من أعراض مؤكدة على أنها أعراض توحد، سيكون لها تداعيات على مستوى العلاقات الإجتماعية الخاصة بك أيضاً كأم، لأنك ستكونين في موقف حرج عند نظرة الآخرين إليك على خلفية أنماط سلوكية غير إعتيادية قام بها طفلك المتوحد.
أما بالنسبة له؛ فإن علاقاته الإجتماعية، وبناء على ذلك، تكون مضطربة، لأنه لن يكون رديفاً لأقرانه الأصحاء لناحية الإندماج مع الآخرين، إضافة إلى ذلك، سيكون هنا تراجع وقصور في تطوره الإدراكي والمعرفي، وهذا ما يؤثر بالتالي على تطوير مهاراته لإعتبارات تتعلق بصرف كل إهتماماته على الجزء من الشيء، وليس على الكلّ منه؛ ما يجعله عاجزاً عن توسيع إطلاعاته وتطلعاته، والسعي نحو المزيد من التجديد.
وهذا القصور المعرفي إنما هو ناجم عن قصور وظيفي وسلوكي في آن معاً، واكبه قصور عضوي على مستوى توازن وظيفة الدماغ، وهنا عليك الإحساس بمسؤوليتك إتجاهه في مواكبتك لوضعه كطفل مصاب بمرض التوحد، وكوني على ثقة بأن طفلك المتوحد لديه القابلية للتغير وتصحيح سلوكياته ليكون مستعداً للإندماج على المستوى الإجتماعي إلى حدّ ما؛ كونه يتمتع بإمكانات عقلية بطيئة الإستجابة، إلا أنها تمنحه القدرة على تطوير ذاته على خلاف بعض المتوحدين ممن يفتقرون إلى هذه الإمكانات.
حول هذه المواضيع يأتي هذا الكتاب الذي يكشف لك ومن خلال فصوله الثمانية عن: 1-مقومات النمو السليم كي تتعرفي على سلوكيات طفلك وأن تطورها يسير على نحو سليم، 2-التعرف على تعريفات التوحد كي تنهي من ذاكرتك أن طفلك ليس مصاباً بتخلف عقلي وفق ما عرفه العلماء قبل عشرات السنين، وهو ليس بعاهة شبيهة بهذا التخلف الذي يتم التعرض لها وبيان تفاصيلها، 3-الإطمئنان إلى حالة طفلك بعد أن دارت في ذهنك أعراض دون أن تتوصلي إلى تمييزها على أنها أعراض توحد، كونك لم تتمكني من إثبات أسباب هذه الإضطراب النمائي السلوكي والتي تتوضح في الفصل الرابع، 5-وبعد أن باتت حالة التوحد واقعاً أمامك، يكشف لك الفصل الخامس تشخيص الإضطرابات السلوكية لدى طفلك بأنواعها، ربما تمكنت من إحاطتها ببرامج تطبيقية، 6-الإطلاع على أطياف وشبيهات التوحد التي إن كانت مرافقة له ستفاقم من حدته ثم إيجاد الحلول للتخفيف من حدة التوحد من خلال برنامج إعادة تأهيل السلوك المضطرب عند طفلك بوسائل متطورة وميسرة كنت تنظرين إليها على أنها ليست بالتي تعيد التوازن إلى طفلك المتوحد، 7-تأمين الحماية المنزلية لطفلك المتوحد الذي كثيراً ما سيقدم على أفعاله على غير هدى، 8-إمكانية إشراك جميع أفراد الأسرة معك ليتمكنوا جميعاً من التعايش مع حالة توحد تبعث القلق في نفوس الجميع.
وأخيراً فإن هذا الكتاب يؤمن خطة شاملة حول التكيف مع الطفل المتوحد والتعايش معه، وفي ذات الوقت ترويضه على التعايش مع حالته، وتبقى الوصية الأساسية هي تقبل المتوحد داخل الأسرة على أنه إنسان بالدرجة الأولى. إقرأ المزيد