أبو ذر الغفاري سلمان الفارسي المقداد عمار بن ياسر
(0)    
المرتبة: 26,749
تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: دار الفنون للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن دارس السيرة، سيرة عظماء الصحابة، يجد نفسه، وعند إستجلائه لسيرتهم، أمام مدرسة مثالية، غنية بالعطائين؛ الفكري والروحي، ومليئة بالعظات والعبر، ويلمس في سلوكهم وأفعالهم، مع أنفسهم ومحيطهم، تجسيداً كاملاً للمبدأ الذي دعوا إليه وكافحوا من أجله.
كما يجد أن كلمتهم، كانت الكلمة المسؤولة، وأن حياتهم كانت كلها مواقف خالدة ...خلود الروح، وباقية بقاء الإنسان.
من هنا، فإن هذا النمط من العظماء، يخضع لمراحل صعبة على محكّ الإختبار، تجعلهم بمستوى المسؤوليات التي أنيطت بهم، تلك المسؤوليات الهامة والصعبة التي تتعدى مرحلة الذات إلى مستوى أمانة وممثلية لمواجهة الناس على إختلاف أهوائهم، وألوانهم، ومراتبهم...
وهي إلى هذا، تتعدى مرحلة الوقت والجيل، إلى عصور وأجيال... فهم يجتازون مراحل الإختبار هذه بصبر عجيب، وصمود محيّز، حتى لو أدى الأمر بهم إلى النفي أو إلى الموت.
ومن هذا النمط النادر - في الإسلام - الأركان الأربعة، وهم: "أبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود، وعمار بن ياسر"؛ لقد عرف هؤلاء الأربعة، بأنهم أول من نادى بالتشيع لعلي رضي الله عنه والولاية له بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب الذي ضم سيرة هؤلاء الصحابة الأربعة، تم إستهلال الكتاب بدراسة لسيرة أبي ذر، فتحدث المؤلف حول: شجاعته، تعبده قبل الإسلام، إسلامه، وسيرته مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وعرض لماهية تشيعه وإقامته في بلاد الشام، ثم إنتقاله إلى جبل عامل وتبع ذلك دراسة تاريخية حول الظروف التي رافقت الخلافة بعد وفاة الرسول الله صلى الله عليه وسلم وما جرى في السقيفة، ثم لينتقل إلى عرض مواقف لأبي ذر كانت له مع معاوية وثم مع عثمان وإنتقاله من الشام إلى الربذة ودخوله على عثمان وما رافق ذلك من أحداث بالتفصيل، ذاكراً كلامه على قبر ولده وكتابه لحيفة بن اليمان وجواب حذيفة له، ثم حديثه عن وفاته وحيداً، مورداً رواية أخرى حول وفاته، مختتماً ذلك ببيان فضائله أبو ذر الزاهد المتعبد، مورداً للعديد من أقواله، وتلى سيرة أبي ذر، سيرة الصحابي الجليل سلمان الفارسي (سابق فارس).
والقارئ وحين قراءته سلمان في هذا الكتاب يجد نفسه وجهاً لوجه أمام إنسان وقف كل حياته أن يحظى بنصيب أكبر من عالم الروح والإيمان، وعند تعمقه في قراءته أكثر، سيدرك ولا شك أن هذا الإنسان المثل كان فريداً من نوعه، وفي أبناء جنسه وفي مسلكه وفي عمق إدراكه، حتى ليخيل إليه كان أمة في جانب، والناس في جانب، وسيتلمس أن هذا الإنسان الذي بدأت حياته بالغرائب والعجائب، انتهت حياته كذلك.
يعرض المؤلف لسيرة حياة هذا الصحابي الذي كان اسمه روذبة وسمّاه الرسول الله صلى الله عليه وسلم سلمان، يحكي أولاً عن هجرته من بلاده إلى الله والمحن التي مرت عليه مبيناً الروايات التي وردت حول إسلامه، وعارضاً لما جاء على لسان النبي صلى الله عليه وسلم بشأن هذا الصحابي الجليل، ثم متحدثاً عن سلمان والتشيع، ومورداً أقواله، ومبيناً وفاته.
أما الصحابي الثالث الذي وردت سيرته في هذا الكتاب فهو المقداد ابن الأسود الكندي، أول فارس في الإسلام، وهو أحد الأركان الأربعة وأحد السابقين، كما تحمل هذه السيرة في نفس الوقت، شيئاً من تاريخ تلك الفترة المشرقة التي عاشها والتي أعطى فيها من فكره وعرقه ودمه ما يعطيه العظماء لأممهم وأمجادهم وتواريخهم، حيث كان له شرف في تأسيس وتثبيت دعائم الإسلام وهو بعد في نأنأته وضعفه.
ولقد امتاز هذا الصحابي بصفة تفرد بها دون سواه من الصحابة تلك هي صفة "الفروسية"، يعرض المؤلف لسيرة هذا الصحابي، الذي لُقّب بابن الأسود الكندي، ولصفاته وأخلاقه، ولا سلامه ومواقفه مع النبي صلى الله عليه وسلم في دار هجرته، مستعرضاً مواقفه البطولية في غزوات الرسول الله صلى الله عليه وسلم، مبيناً مواقفه من أمور عدّة، وتشيعه لعلي رضي الله عنه ثم وفاته.
وأخيراً تأتي سيرة الركن الرابع من أركان أصحاب سير هذا الكتاب الصحابي عمار بن ياسر، ذلك الإنسان المستضعف الذي ارتبطت حياته بتأريخ حقبة طويلة من عمر الإسلام وليس من المبالغ القول بأن حياة عمار شكلت تأريخاً لجزء من تلك الحقبة من هنا جاء في مسيرته التأريخ لتلك الحقبة مجيباً من خلال ذلك عن عدة تساؤلات طرحت نفسها: لماذا اختار عليّاً بعد الرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ولماذا نقض على عثمان وعارضه؟... ولماذا كانت حروب الردّة... والجمل... وصفين.... والتي كانت مواقفه فيها معلنة مشهودة؟...
هذه التساؤلات وهذا التأريخ شكلا الجزء الأكبر بسيرة عمار بن ياسر، فقط ارتبطت به إرتباطاً وثيقاً، كما ارتبطت بمبادئه أيضاً، لذا كان لا بد للمؤلف من عرضها ودراستها، لقراءة مواقف هذا الصحابي بشكل مبسط لا تدع القارئ في حيرة، وبذا يكون بالإمكان إدراك مدى عمق وأهداف هذه الشخصية الفذة في تأريخ الإسلام. إقرأ المزيد