لغة الطفل ما قبل المدرسة بين الاكتساب والتواصل 'مقاربة لسانية'
(0)    
المرتبة: 122,716
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار أسامة للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يزخر هذا الكون الواسع بالأسرار التي يحاول الإنسان منذ وجد على هذه الأرض أن يكتشفها، ومنها اللغة: اللغة التي تعدّ أهم مظهر من مظاهر سلوك الإنسان، فهي جديرة بالدراسة قبل غيرها حيث أنها ترتبط بالإنسان وتنشأ عنده منذ ولادته.
ويتم إكتساب اللغة عن طريق الممارسة والتدريب، وهذا لا يتحقق إلا ...بالتواصل، إذ يكرسه الإنسان في بداية حياته، في مرحلة الطفولة، وهي التي يمكن تصور بداياتها الزمنية ونهايتها المحددة من عمره، بالإضافة إلى كونها مجموعة من السلوكيات المتميزة، بوصف اللغة أداة يتخذها الفكر الإنساني بإستمرار لدراسة جميع القضايا الأخرى، ومن ثم فهو يستعملها على نطاق واسع.
ويكتسب شخصيته بفضل اللغة التي تنمو مع نموه، إذ لها دور بالغ الأهمية في سنواته الأولى، فيستقي من الوسط الذي يعيش فيه منذ ولادته وحتى سن الخامسة أو السادسة الكثير من المشاعر والإدارة والطباع مما يستقيه في بقية مراحل عمره ولهذا ينبغي أخذ قوانين التطور الطبيعي للأطفال وقدراتهم وطموحاتهم وإحتياجاتهم.
هذا ويعتبر ظهور اللغة عند الطفل في هذه المرحلة من أهم العوامل لديه، كما تعتبر السنوات الخمس الأولى (وهي مرحلة ما قبل التدريس) الأساس الجوهري في حياة الطفل اللغوية، من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة التي جاءت تحت عنوان "لغة الطفل ما قبل التمدرس بين الإكتساب والتواصل - مقاربة لسانية".
فالإنسان يولد وهو لا يعلم شيئاً عن العالم الذي يحيط به، وفي هذا يقول الله عزّ وجلّ ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.
فالطفل يأتي إلى هذه الحياة وهو فارغ من أي سلوك لغوي، وتعلمه يقتضي تعلم الخبرات والعادات وقيم المجتمع، وعليه فإن الإشكالية المطروحة في هذه الدراسة هي: كيف يتواصل الطفل مع محيطه في بداية حياته؟ وما دام التواصل ضرورياً لديه فماذا يكتسب من اللغة ليحقق التواصل؟ ومتى يكون الطفل قادراً على إستخدام هذه الأداة كغيره من أفراد مجتمعه؟ فتحقق له التبليغ عما يجول في خاطره سواء أكان ذلك في محيطه الأسري أم في المؤسسات التربوية التي تهتم بتعليم الأطفال في مرحلة ما قبل التمدرس.
وللإجابة عن هذه التساؤلات، تم في هذه الدراسة فتبع المنهج الوصفي التحليلي، حيث أن إكتساب اللغة عن طريق التواصل بالنسبة للطفل يتطلب دراسة اللغة ومراحلها عبر المستويات: الصوتي، الدلالي، والتركيبي، ولعرض هذه المسائل وبيانها تطلب ذلك مقدمة ومدخل وثلاثة فصول وخاتمة، ثم في المدخل تناول وظائف اللغة عند الإنسان بدءاً بالوظيفة التعبيرية التي هي من أهم الوظائف في البيئة الإجتماعية.
وتم تخصيص الفصل الأول للتحدث عن اللغة بين الإكتساب اللغوي والتواصل حيث تم إيراد مفهوم الإكتساب اللغوي ومراحله عند الطفل (1-مرحلة ما قبل اللغة، 2-مرحلة اللغة الحقيقية)، أما الفصل الثاني، تم فيه تناول أثر البيئة في إكتساب اللغة عند الطفل، وتعني البيئة هنا: (الأسرة والمؤسسات التربوية الخاصة بتعليم الطفل لغة مجتمعه وعاداته وتقاليده في سن قبل التمدرس، ثم تم تناول نمو اللغة عند الطفل منذ ولادته حتى إكتسابه رصيداً لغوياً في سنّ الخامسة من حيث الكم ومن حيث قدرته على تناول الرموز الدالة على عناصر معينة، ليتم من ثم إيضاح كيف تكون رعاية الأسرة للطفل في إكتسابه اللغة.
ومن المؤسسات التي تناولتها الدراسة في هذا المجال: رياض الأطفال، ودور الحضانة، والأقسام التحضيرية التابعة للمدارس الإبتدائية، أما الفصل الثالث، فجاء بمثابة دراسة ميدانية في أربع مؤسسات تربوية هي: 1-دار الحضانة، 2-روضة الأطفال، 3-4- والأقسام التحضيرية التابعة للمدارس الإبتدائية، وقد دارت هذه الدراسة حول إكتساب اللغة عند الطفل وذلك تجسيداً على أرض الواقع لما مرّ في الفصل الثاني. إقرأ المزيد