الحسين بن ثابت القطيفي وقصيدته في قبائل وبطون قبيلة عبد القيس
(0)    
المرتبة: 5,730
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:الشاعر هو الحسين بن ثابت القطيفي، وهناك مصدر وحيد يمكن إستقاء المعلومات منه عن هذا الشاعر، والمصدر هو كتاب الأصفهاني (فريدة القصر وجريدة العصر).
هذا ولم يكن منهج الأصفهاني في كتابه هذا الإعتناء بترجمة الشعراء بقدر ما كان يعنيه تسطير شيء من أشعارهم فيها، وبالتالي فقد جاءت ترجمة الشاعر الحسين ...نزرة يسيرة، وكل ما ذكره عنه نقلاً عن صاحبه الراوي العبدي علي بن الحسن البصري اسمه الثلاثي، وأنه من عبد القيس، وأنه كان من سكان القطيف، وأنه لحق بُعمان بعد أن سجنه الأمير محمد بن الفضل.
والتاريخان الوحيدان اللذان ذكرهما العماد الأصفهاني عن صاحبه الأديب العبدي علي بن الحسن بن إسماعيل البصري، هما العامان 550هـ و 554هـ ذكر عن الأول أن الشاعر بن ثابت القفطي أدركه، وعن الثاني أنه العام الذي وصل صاحبه الأديب العبدي إلى القطيف ونزوله في جزيرة تاروت منها، ومذاكرة بعض أهلها وهو عبد القيس بن علي.
وقد ذكر العماد الأصفهاني بعد ذلك رواية علي بن الحسن العبدي عن الأديب عبد القيس هذا قيام الأمير العبوني محمد بن الفضل بن عبد الله بسجن الشاعر ابن ثابت عدة سنين من دون ذكر السبب إلا أن من الأكيد أن الشاعر بعد أن خرج من سجن الأمير أبي سنان قصد عُمان التي يغلب على الظن أنه رحل إليها مهاجراً بسبب ما ناله من الأمير أبي سنان، وليس رغبة في ذلك، وفي عُمان وافاه الأجل فمات بها كما نصّ على ذلك العماد في ترجمته من الجزيرة، وليس هناك من معلومات عن هذا الشاعر وأحواله إلا أنه كان نسّابةً عالماً بأنساب قبيلته وتفريعاتها.
هذا وإن كان ثمة حسنة من سجن أبي سنان للشاعر ابن ثابت، فهي أن سجنه هذا هو الذي جعله ينشئ هذه القصيدة الفريدة في بابها، وفرادتها هذه لا تكمن في جمالها الفني أو البلاغي؛ فهي قصيدة نمطية لا تتميز بأي ميزة فنية تجعلها في مصافّ القصائد الفنية الذائعة الصيت، غير أن ما يجعل لهذه القصيدة قيمةً عظيمة هو الجانب التاريخي فيها؛ فهي قصيدة اهتمت بتدوين بطون وأفخاذ من قبيلة عبد القيس لا يوجد للكثير منها ذكر أو تراجم في كتب الأدب والتاريخ والأنساب العربية والإسلامية.
وفي هذا المجال بالذات؛ فإن القصيدة مبدعة على الرغم من أن ما وصل منها هو نصفها أو أقل، وأن هذا الواصل قد اكتفى بذكر أسماء هذه البطون والأفخاذ فقط دون أي معلومات عن مواضع سكنها أو تسلسل أنسابها إلى الجد الأعلى لقبيلة عبد القيس، ومع ذلك فقد احتفظ هذا الجزء بأسماء 35 قبيلة وبطناً وفخذاً من عبد القيس القبيلة العريقة الذائعة الصيت، والتي عرفت بإستيطانها لإقليم البحرين القديم منذ القرن الثالث الميلادي، وحتى القرن الرابع عشر الميلادي؛ أي لأكثر من أحد عشر قرناً.
ويذكر الرحالة المشهور ابن بطوطة الذي زار المنطقة في القرن الثامن الهجري الموازي للقرن الرابع عشر الميلادي أن سكان هجر كانوا في معظمهم من عبد القيس؛ بل إن كثيراً من السكان الأصليين في المنطقة يقولون حتى الوقت الراهن بأن أصولهم النسبية تعود إلى هذه القبيلة.
هذا ويبدو من الأبيات التي وصلت من هذه القصيدة انه قد نالها كثير من التحريف من قبل نسّاخ الخريدة، وخصوصاً في أسماء البطون والأفخاذ والقبائل، ثم زاد ذلك سوءاً عدم قدرة محقق القسم الخاص بشعراء العراق من الخريدة وتكملته عن شعراء القطيف والأحساء والبحرين، وهو الدكتور محمد بهجة الأثري على تمييز الأسماء الصحيحة من المحرقة، وعذره في ذلك أن النسخة التي كانت لديه أصابها التحريف.
إلا أن المحقق الجنبي تمكن من تصحيح كثير مما وقع فيه الأثري من أخطاء، وذلك بإعتماده أولاً - وقبل حصوله على صور مخطوطتي مكتبة نور العثمانية والمكتبة الفرنسية على أطلع عليه من معلومات متشتتة ونادرة في أمهات المصادر والمراجع التي تم فيها ذكر بعض هذه الأفخاذ والبطون.
وأما ما لم يجد له مصدراً آخر غير هذه القصيدة فقد ذكره كما ورد فيها من غير تغيير، وأما منهجه في شرح هذه القصيدة، فيسير في ذلك وفق الطريقة التي سار عليها الأسلاف في شروحهم القصائد الشعراء بذكر البيت بخط سميك، ثم ليذكر ما لديه من شرح ومعلومات وتعليقات عن البطن أو البطون التي وردت فيه أسفل منه مباشرة بخط رفيع، وهذا أفضل الشروح لمثل هذه القصائد ودراستها تاريخياً وأدبياً. إقرأ المزيد