تاريخ النشر: 10/03/2015
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي، النادي الأدبي
نبذة نيل وفرات:من على شرفة الربيع العربي يطلّ الكاتب السوري محمد تركي الدعفيس في روايته "الرصاصة تقتل مرتين"، وهو بهذه الإطلالة يُعري ممارسات السلطة الحاكمة ليس في بلاده وحسب، بل في أكثر من بلد عربي، وفي هذا السياق تأتي العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ويفعل الكاتب ذلك من خلال وقائع وأحداث وشخصيات، ...من واقع الحياة، وضعها في إطار علاقات متشابكة جداً كطبيعة حياة الإنسان العربي التي تتميز بوجود تداخلات بين البشر واختلافات في المواقف، تلك التي تتمحور حول القبول أو الرفض أو التأقلم.
يتجسد هذا الإنعكاس في الرواية في مصائر معلقة للشخصيات، أو سقوطاً في القاع، مع ما يتناغم من مصير وطن لا يزال معلاً بين الحرب والإستقرار، وقد نجح الكاتب في توظيف هذه العلاقات بشكل جيد أعطى القارىء من خلالها الإحساس بطبيعة المشهد (السياسي – الإجتماعي) المرافق للأحداث ومصائر الشخصيات، ولا سيما شخصية الراوي وهو أحد أهم أبطال العمل مع طرفين من أطراف النزاع، وإن كانت فكرة الثورة، أو الإنتفاضة، والإنقضاض عليها والمتاجرة بها هي البطل الحقيقي لهذا العمل .. حيث أبرزها الكاتب كأحد أهم أسباب الإجهاض الذي تعرضت له الثورات العربية.
أما علاقة الحب التي أجهضت قبل أن تبدأ في الرواية، فقد بترها الكاتب عن عمد، كما بترت ساقي البطل، وربما أراد من خلالها القول أن كثيراً من العلاقات اليوم قد تبدلت في بلاده سواء على مستوى السلطة الحاكمة، أو على مستوى الأفراد حتى داخل البيت الواحد .. هناك أزواج انفصلوا .. أخوة قاطعوا بعضهم البعض تبعاً لموقفهم من الأزمة، ما يعني تصدع بنية المجتمع، بونية الروح الإنسانية، وفي الواقع، كما في الرواية أكثر من مشهد.
"الجوع يفتك بالرجال لكنهم صابرون، ترتفع معنوياتهم وهم يتلقون الوعود بأن الدعم بالرجال والعتاد آتٍ ... تُتخم صفحات التنسيقيات وصفحات الثورة على الفيس بوك بالحدث عن تحركات لفك الحصار، وعن عمليات في مناطق أخرى لتخفيف الضغط علينا، لكن مع كثرة تلك الأحاديث وتواليها دون فعل في الميدان، بدأ الرجال يفقدون ثقتهم بصدقها .. على أرض الواقع كانوا وحدهم في مواجهة الموت، وكان الطعام والسلاح ينفذان منهم بسرعة (...)". إقرأ المزيد