تاريخ النشر: 12/08/2014
الناشر: العاتك لصناعة الكتاب، دار لبنان للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:بين يدينا الكتاب الرابع من سلسلة إحياء التراث الإسلامي وهو كتاب (أدب القاضي) تأليف الفقيه علي بن محمد بن حبيب المارودي البصري الشافعي (المتوفي 450هـ)؛ الذي اشتهر اسمه بين الفقهاء والمؤرخين والباحثين، وخاصة عند المستشرقين؛ الذين اهتموا بكتابه (الأحكام السلطانية)، واعتبروه خير ما ألَّف في النواحي الحضارية والتشريعات الدستورية.
وكتاب ...(أدب القاضي) عبارة عن جزئين من كتابه (الحاوي الكبير)؛ الذي يمثل أوج ما وصل إليه الفقه الشافعي في القرن الخامس الهجري، من تطور، وإحاطة واسعة، وفضلاً عن ذلك، فهو كتاب مقارن، يجمع الآراء الفقهية للمذاهب المختلفة معززة بالدليل.
يصور كتاب (أدب القاضي) منهجاً قويماً للقضاة في أنفسهم، وفي أعمالهم، وأصولاً مُحْكَمَةً للمرافعات تتناول سير الدعوى منذ البداية حتى النهاية؛ وفق ما تقرره التشريعات الإسلامية السمحاء من عدالة وإنسانية وسمو.
وهو خير مرشد، وخير دليل للقضاة والحكام والمشرعين في العصر الحاضر، لأنه يقرر مبادئ اتفقت عليها العقول قديماً وحديثاً، وتتساير مع أحدث النظريات القانونية.
ويمتاز عما يكتبه الفقهاء في هذا الشأن بأنه تأليف إمام كبير، وسياسي بارع، عاصر أحداثاً جساماً، وشغل منصباً لامعاً في بلاط الخلفاء المتعاقبين في فترته، وقاض عانى القضاء، ورأى بأم عينه مشاكل القضاة وإحتياجاتهم، وما يعترض تحقيق العدالة من عوارض.
ومن هنا، يرتقي الكتاب إلى منزلة عظيمة من الأهمية، لكونه تأليفاً مبنياً على أساس واقعي، وليس على الإفتراض فحسب، كما يفعل غيره من الفقهاء. إقرأ المزيد