تاريخ النشر: 01/01/2018
الناشر: دار البشائر الإسلامية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إذا كانت أهمية علم من العلوم إنما تقاس بمقدار إحتياج الناس إليه وإنتفاعهم به؛ فإنه لا يختلف أحدٌ في أن علوم الشريعة تحتل المرتبة الأولى بين كل العلوم، وذلك لأن الناس ينتفعون بها في تحصيل سعادة الدنيا حين يسيرون على منهج الشرع وقانونه، وإذا اقترن علمهم بالعلوم الشرعية وعملهم ...بها بنية خالصة لله تعالى فإنهم يحققون المطلوب الأسمى.
وهذا مما اكسب تلك المنزلة السامية في العلوم الشرعية، إذ لا يعبد الله تعالى إلا بما شرع، ولا يدرى الشرع إلا بتعلم العلوم وعلى رأسها علم الفقه، ولقد أدرك علماء السلف هذه المزية وهذا الفضل لعلم الفقه، فخاضوا غماره، واستخرجوا من بحوره درره وجواهره ولآلته مستخدمين قواعد وأصول وآلات منضبطة، ونظموا تلك الكنوز المستخرجة عقود أحكام محكمة تضبط للناس أمور دينهم ودنياهم وآخرتهم وخلفوا في ذلك كنزاً عرف قيمته الخلف ومن جاء من بعدهم إلى يومنا هذا، فصار تحقيق التراث عملاً علمياً القيّمة.
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب نظراً لأهميته مؤلفة وأهمية موضوعه في مجال الفقه وأحكامه وأصوله، والتي تقدمه الباحثة وقد كان في أصله رسالة علمية نالت بها درجة الدكتوراه في الفقه الإسلامي، وهي تقدم عملها مخطوط "أحكام النساء" لعلاء الدين ابن العطار (ت 724هـ)... مخطوط وجدته قابعاً في الكلام وقد غشيته الجهالة لا يُدرى مؤلفه ليظهر للنور، ويفيد منه طلاب العلم، محقّقاً تحقيقاً بذلت فيه الباحثة غاية الجهد.
وقد جاءت الخطّة فيه على النحو التالي: تضمن الكتاب قسمين: 1-قسم الدراسة، 2-قسم التحقيق، شمل القسم الأول تقديم ترجمة وافية للمؤلف (علاء الدين ابن العطار المتوفي سنة 724هـ، تقديم دراسة وفيه لكتاب "أحكام النساء"، ثم قسم التحقيق وشمل: 1-مقدمات التحقيق وفيها تعريف وافٍ بالنسخة المخطوطة وعمل الناسخ فيها، 2-منهج العمل في تحقيق الكتاب، 3-الكتاب المحقق، 4-فهارس الكتاب.
أما منهج العمل فقد جاء ضمن منهج أكاديمي متقن توثيقاً وتحقيقاً (عزو الآيات إلى سورها والأحاديث مع إسناداتها والأعلام وترجماتهم...).
وتجدر الإشارة هنا إلى المؤلف وهو علاء الدين ابن العطار، محدث، فقيه من فقهاء الشافعية، صاحب تصانيف، تولى التدريس والإفتاء في بلاد الشام زمناً طويلاً، نحو ثلاثين عاماً، فلا عجب من يذكره كلّ من اعتنى بالتأريخ والترجمة في عصره، ومن بعدهم، لا سيما من اعتنى بالترجمة للفقهاء والمحدثين على وجه الخصوص؛ إذ الفقه والحديث هما المجالات اللذان اشتهر بهما ابن العطار على جهة الإختصاص رغم مشاركته في كثير من الفنون.
وقد ترك مؤلفات كثيرة في علمي الفقه والحديث، منها كتابه هذا وهو يقول في مقدمته: "أما بعد، فهذا كتابٌ ألفته في أحكام النساء الجِبِليّة الشرعية التي تُعِبِّدن بها على وفْقِ الحجة البضاء من غير إلباس، ولاحيفٍ، ولا ضرارٍ، ليكون سبباً للعامل به منهن إلى النجاة من النار، والفوز بالجنة دار الجزاء، ورجاء نفعهِنّ به، وطلبهنّ إلى الدخول في مضاعفة الأجر الجزيل والعطاء...
هذا وقد شمل كتاب أحكام النساء جميع الأبواب الفقهيه بما في ذلك الطهارة، الصلاة، الزكاة... بما يتفق والأحكام الخاصة بهن في ذلك كله. إقرأ المزيد