المنهج السني أفق حضاري متجدد
تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:إن معرفة الوحي هي سبيل التعرف على المنهج السنني، بشكل عام، وكشف سنن الأنفس، وإطرادها، ولفت النظر إلى السنن الكونية، وجعلها منوطة بمعرفة العقل لتسخيرها.
فالوحي يرسم خارطة الحياة، ويبصِّر بأهدافها، ويحدد مقاصدها، ويبين المناهج والسنن، التي تحكمها أمام السالكين، ويشكل بوصلة الهداية لها؛ والعقل يبتكر أدوات ووسائل المسيرة، ويضع ...البرامج، ويكتشف المناهج والسنن، ويستوعبها، ويسخرها، ويغالبها، ويتعامل معها على أنها أقدار الله تعالى وتدابيره وأنظمته للكون، وسنته الناظمة لمسيرته، حيث لا مجال للعبث أو الصدفة.
ولعل النبوة بقيمها، والسيرة بفعلها وتجسيدها لهذه القيم قد جلت هذه المفاهيم، وحلت المعادلة الصعبة، وقدمت أنموذجاً للتعامل مع معرفة العقل ومعرفة الوحي، وحددت المساحات والمجالات المنضبطة لكلٍّ منهما.
هذا هو المنهج السنني، الذي ما يزال غائباً والذي يحتاج إستدعاؤه وجعله شاكلة ثقافية تشكل الذهنية الإسلامية المعاصرة إلى الكثير من الجهود والتعميق والتأكيد والتكرار والمراجعة والمشاورة والمشاركة وإعادة قراءة النص، معرفة الوحي في الكتاب والسنّة، بأدوات ووسائل منهج النبوة حتى ينضج في الذهن، وتتضح معالمه، وتستبين شروطه ومقوماته.
تشكل هذه الرسالة بصائر على طريق المنهج السنني، ذلك الملف المفتوح على الزمن حتى يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، فلكل يوم إكتشاف جديد، وتحاول إلقاء الأضواء على أهمية "فقه السنن" وإستدعاء هذا المنهج إلى الساحة الدينية والثقافية، وفتح نوافذ في الجدار المسدود.
ومن أجل المساهمة، ولو بشيء بسيط على الطريق الطويل من إسترداد فاعلية الأمة، وذلك بوضعها على الجادة، وتأهيلها للتعامل مع إستحقاقات الوحي وإستجابات العقل ومعاودة الإقلاع في رحلة الكشف العلمي، في ضوء المنهج السنني. إقرأ المزيد