من التنمية إلى التزكية ؛ رؤية في الإصلاح
(0)    
المرتبة: 330,459
تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:إن إستراتيجية التنمية هي رؤية متكاملة الجوانب، شاملة لجميع أنشطة الحياة، الإقتصادية والإجتماعية والإنسانية والمعرفية؛ تتشكل تلك الرؤية في ضوء الإمكانات المتاحة ووسائل تطويرها والإرتقاء بها وتعظيم دورها، والظروف المحيطة بكل تداخلها وملابساتها وإستحقاقاتها بعد أن دخل العالم حقبة العولمة ولم تعد أي دولة أو ثقافة أو جماعة أو ...جغرافياً بمعزل عن التأثير والتأثر.
وعملية التنمية عملية متراكبة متداخلة، ذات أبعاد إقتصادية وإجتماعية وتربوية وإنسانية، حيث لا يمكن أن تصور عقلاً ولا واقعاً النمو والإرتقاء في جانب مترافقاً ومتجاوراً مع التخلف والعجز والسقوط في جانب آخر؛ وما يمكن أن يُدّعى من عمليات تنموية مغشوشة قد تسحر أعين الناس لبعض الوقت حتى يعيشوا وهم العافية، لكن لا تلبث أن تتكشف حقيقتها، ويبطل سحرها.
كما إن الإستمرار في سقوط الكثير من الرؤى والنظريات والمذاهب، السياسية والإقتصادية، التي يُروَّج لها ويُدعى لها الصواب والحق المطلق، إنما جاء بسبب الخلل في الرؤية وفقدان التوازن بين عوامل النهوض ومقوماته والعجز عن ضبط النسب وإعطاء كل ذي حق حقه في العملية التنموية، ذلك أن تغييب بعض الجوانب عن إستراتيجيات التنمية كان ولا يزال مؤذناً بالسقوط على مدى التاريخ الإنساني.
وقد وضع الإسلام قيماً وضوابط للعملية التنموية والأنشطة المالية والإقتصادية جميعها، حتى لا تتحرف إلى الأثرة، وتضمن الحيلولة دون الأخطار المتوقعة، وذلك بتحريم كل معاملات الغرر والإثراء بلا جهد، ووضع ضوابط للكسب الحلال والإنفاق المشروع، وجعل ذلك ديناً من الدين، يُثاب الإنسان على الإلتزام به ويحاسب على التفريط فيه، وأيقظ الوازع الداخلي، وأقام الرقابة الذاتية.
هذا إضافة إلى الرقابة الإجتماعية والقانونية، من خارج النفس الأمارة بالسوء، وأشاد بإنسان الواجب، إنسان الإيثار والعمل والإنتاج، ورفع مرتبته، واعتبره المعيار والأنموذج للنمو والتنمية، حيث معيار التنمية في النظام الرأسمالي كمية الإستهلاك، وإنسان الإستهلاك.
من هنا، يهدف هذا الكتاب إلى إظهار حقيقة أن الإرتكاز إلى القيم الإسلامية الضابطة لمسيرة التنمية تبقى هي المخلص والملاذ المأمون من السقوط والإنهيار وسائر الأخطار. إقرأ المزيد