تاريخ النشر: 11/12/2019
الناشر: مركز الأبحاث والدراسات الإشتراكية في العالم العربي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:بلغة شديدة الإيجاز وعرض متنوع يتوخى الجمع بين الفائدة والمتعة كان القدماء يقدمون لعموم قرائهم زاداً ثقافياً يساعدهم على توسيع دائرة معارفهم التي تتشكل منها ثقافتهم العامة. وقد استحلى كل من الكتاب والقراء هذا الزاد فكثر التأليف فيه بحيث أمسى نمطاً شائعاً في الأعمال الأدبية وبرز فيه أدباء من ...المشاهير كالجاحظ والتوحيدي والراغب الأصفهاني. ويعرف هذا النمط بالكشاكيل أو كتب المنوعات. وقد استمر التأليف فيه إلى ما بعد العصور الإسلامية واشتهر من مؤلفات ذلك الدور المتأخر كتاب الأبشيهي (852هـ) المعنون: "المستطرف في كل فن مستظرف". وهو الذي استوحاه الأستاذ هادي العلوي في كتاب من نفس النمط سماه "المستطرف الجديد" اشتمل على الأبواب المعتادة التي تفرعت إليها معارف المؤلفين القدماء.
لكن المستطرف الجديد ليس جديداً بالاسم والتاريخ فقط بل هو جديد في المعيار المتبع في الاختيار. وكما جاء في عنونة الطبعة الأولى فهو: "نصوص تراثية منتقاة بمعيار نقدي معاصر". وهذا المعيار يأخذ عند المؤلف تحديداً أدق خضع فيه لموقفه الاجتماعي وثقافته العلمية باعتبار التمازج بين ما هو موقف وما هو ثقافة. ويتضح ذلك من مضمون المختارات التي التقطها المؤلف بحساسية ماركسية واستبقها بمسميات وعناوين توخى منها أن تكون مفتاحاً لفهم النص فهماً علمياً جهد الإمكان.
إن المستطرف الجدي مصدر مرموق من مصادر تراث يعاد تقييمه وفق المنهج المادي العلمي. ويمكن لجمهور القراء أن يجدوا فيه أداة تمكنهم من التصرف بطريقة علمية متوازنة مع المشكلات التي تثار بشأن الماضي وما يفرضه من امتدادات معاصرة. وهو مع ذلك ليس جداً كله! فقد جرى المؤلف فيه على سنن أسلافه فجمع بين المفيد والممتع ولم يبخل على قرائه بما يضحكهم... ولو أنه، نفسه، نادراً ما يضحك. وربما أزعجهم أو أثارهم أو صدم مسلماتهم لكنه في كل ذلك لا يخرج عن شروط الممتع والمفيد التي تحكم هذا النمط من المؤلفات.
تضم الطبعة الحالية للمستطرف الجديد أزيد من ضعف المادة التي تضمنتها الطبعة الأولى. والزيادة قابلة للزيادة مع كل طبعة ما دام الوصول إلى المصادر الأصلية للتراث الإسلامي يزيد على عمر الإنسان.
وبالعودة لمتن هذا الكتاب نجده قد جاء موزعاً في خمسة أبواب هي: باب السياسة، باب العلم والفلسفة، باب الأخلاق والحضارة، باب الحب والمرأة، وباب المنوعات. وقد عرضت النصوص دون مراعاة التقارب في دلالاتها استبعاداً للملل الناجم عن رتابة الموضوعات. إقرأ المزيد