الذاكرة واللغة ؛ مقاربة علم النفس المعرفي للذاكرة المعجمية
تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: عالم الكتب الحديث
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:تحتل الذاكرة الإنسانية عامة والمعجمية خاصة مكانة متميزة في السيكولوجيا الحديثة، فدورها لم يعد تقنياً فقط بل أصبح مطلباً أساسياً في جميع الوضعيات والمهام ذات الصلة بأساليب معالجة المعلومات والإحتفاظ بها، وبأنماط التفكير وسيروراته العليا، ثم بإجراءات التعرف على الكون والحياة، فهي تتوزع على أشكال متعددة تترجمها بالخصوص الذاكرة القصيرة ...المدى ذات القدرة المحدودة على الإحتفاظ بالمعلومات، والذاكرة العاملة التي تُكوّن النسخة الحديثة لهذه الأخيرة وتضم الذاكرات اللفظية والبصرية والتنبؤية، وأخيراً هناك الذاكرة البعيدة المدى ذات القدرة الهائلة على تخزين المعلومات والإحتفاظ بها بصورة منظّمة.
والحقيقة أن الذاكرة المعجمية التي تشغل حيّزاً هامّاً من الذاكرة البعيدة المدى، أصبحت في السنوات الأخيرة تشكل محور إهتمام وتقاطع عدد من العلوم المعرفية، وفي مقدمتها السيكولوجيا المعرفية والذكاء الإصطناعي وعلوم الأعصاب واللسانيات، وهو إهتمام تعبّر عنه أنواع النماذج المعتمدة في مقاربة بنيّتها وطبيعة تنظيمها وآليات اشتغالها وسيرورات النفاذ إليها.
فإلى جانب كونها أضحت تستأثر بأهمية سيكولوجية وسيكوتربوية بالغة، وخاصة على مستوى إعداد نماذج التعلّمات وإستكشاف سيرورات الإكتساب، فهي لم تعد تتمثل في ذلك الشكل المعرفي البسيط، بل هي المعرفية la cognition ذاتها.
وهذا تحديد يتماشى من جهة مع الطرح المعاصر للذاكرة الإنسانية عامة، حيث أصبحت ذات وظائف متعددة وتنتشر في النظام المعرفي ككل، تجمع بين تجريد الأحداث وتخصيصها وبين إستحضار الماضي وتحديد الحاضر وإستشراف المستقبل، ومن جهة أخرى نجد هذا التحديد يتماشى مع الطرح المعتم من لدن د. بنعيسى زغبوش في إعداد هذا المؤلف العلمي الذي يقر بأن بناء نموذج لِتَقْييس simulation الذاكرة المعجمية، لن يتأتى إلا بإعتماد تصوّر شمولي يزاوج بين مكوّناتها البنيويّة وخصائصها الوظيفيّة، لتتدمج كعناصر متفاعلة في أنشطة النظام المعرفي ككل.
وهو طرح يندرج في إطار المدلول العام للمقاربة المعرفية التفاعلية المعتمدة في تناول بنية هذه الذاكرة ووظيفتها في فهم اللغة وإنتاجها، بالبحث والتقصي ضمن هذا المؤلف، بمعنى الطرح الذي يسعى إلى إعداد هندسة تقريبية للذاكرة المعجمية، تجسد كيفية تنظيمها بنيوياً وسبل النفاذ إليها وظيفياً، وبالتالي الدفاع عن أطروحة قوامها أن هذه الذاكرة عبارة عن نظام معرفي (معجم ذهني) يتفاعل فيه البنيوي مع الوظيفي إلى درجة يستحيل معها فهم بنيته وطبيعته وهندسته بمعزل عن فهم وظيفته وسيرورات النفاذ إلى محتوياته، ويعني هذا أن فهم كيفية تنظيم هذه الذاكرة على شكل معجم ذهني، يستلزم بالضرورة فهم كيفية إشتغالها ومظاهر تأثرها بخصوصيات اللغة المدروسة. إقرأ المزيد