تاريخ النشر: 30/05/2014
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
نبذة نيل وفرات:من العنوان ":كائنات الليل" وقبل الشروع في قراءة المجموعة يدرك القارىء بطبيعة النماذج البشرية، التي سيتحضرها "عبد الله التعزي" في قصصه القصيرة هذه؛ إذ أن منطوق هذا العنوان يفترض ضمن ما يفترضه من إيحاءات أن عالم "التعزي" مليء بالشخصيات الفوق واقعية، تلك التي تنتمي إلى عالم الماوراء أكثر من ...العالم الحقيقي، والتي لا تتردد في الإتيان بسلوكات ومواقف تنتمي إلى العالم المرجعي الذي تحيل إليه، يتمظهر هذا الكلام أكثر إذا ما دخلنا في كواليس قصة "على قمة جبل الشراشف" التي يلامس من خلالها القاص الحكايات والمعتقدات الشعبية المؤمنة بعوالم غير مرئية، كحال الخالة "قدرية الشايفة" التي يُنسب إليها القدرة على التحدث إلى الأموات وإرسال رسائل الأحياء إليهم "فهذه تسالها أن تطمئن إلى زوجها المتوفي أو أبيها أو أخيها، والأخرى تريد السلام على جدّها، وثالثة على إبنها الصغير الذي مات في حادث سيارة ...". ولا يكتفي القاص التعزي بهذه العوالم الشاذة في الوعي والتفكير، بل يقدم لنا في قصص أخرى نماذج لشخصيات، حائرة، مقهورة، متسائلة، يرصدها بعين الأديب المتفحص للمعنى، ويكشف ما وراء سلوكاتها، حيث لا تخلو المجموعة من نزوع ملحوظ إلى العوالم الكافكاوية، وقدرة فائقة على إنتاج صور سوريالية وطريفة، حيث يعيش القارىء ذروة التشويق بانتظار ما ستؤول إليه النهاية. وإذا كان السرد يتم مباشرة أو مداورة، فإنه يتم بلغة سلسلة مرنة، تُعنى بالتفاصيل والجزئيات الخارجية والداخلية، وترصد الحركات الصغيرة، وتتوغل إلى النفسيات، وتتقن التصوير الخارجي والداخلي، مع الإعتناء بالألفاظ والدقة في التعبير.
يضم الكتاب أربعة عشر قصة قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: "آخر عربات الليل" ، "على قمة جبل الشراشف" ، "يلملم تقاسيمه الأزلية" ، "إلى الضوء مباشرة" ، "أكون في مقابر الوركاء" ( ... ) وقصص أخرى. إقرأ المزيد