تاريخ النشر: 16/05/2014
الناشر: منشورات الحلبي الحقوقية
نبذة الناشر:إن إرادة الأطراف هي التي تخلق الإلتزامات وتحدد التزامات كل طرف وصفته وعقد الصلح له مكانه الصدارة من بين سائر العقود في الفقه الإسلامي، وقد أثار عقد الصلح جدلاً ونقاشاً كثيراً في الفقه القانوني منذ عهد القانون الفرنسي القديم، ومع ذلك اعتبر من أهم العقود الواردة في مدونة جوستنيان وأكثرها ...فائدة، وازدادت الخلافات بشأن عقد الصلح بصدور التقنين المدني الفرنسي، وقد ثار خلاف بين الفقهاء بشأن الطبيعة القانونية لعقد الصلح في حسمه للنزاع..
هل هو كاشف للحق المتنازع عليه أو منشىء له، أو هو ذو طبيعة مزدوجة، وقد ظهرت عدة نظريات في هذا الشأن، وحيث أن عقد الصلح يحسم النزاع بين طرفي الخصومة وإنهاء النزاع القائم ومن هذا فإن عقد الصلح يعتبر تخفيفاً للعبىء الذي يقع على القضاء وعلى الخصوم ويحقق العدالة وينشر السلم الإجتماعي ونبذ العداء، وأن الصلح جائز في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي الإجماع وأن الصلح بين الناس من الأعمال التي حثت الشريعة الإسلامية عليها. وتتفق القوانين المدنية من أن عقد الصلح في حالة وجود نزاع يكون الإتفاق صلحاً، وإذا لم يوجد نزاع فلا يكون هناك صلح لأن عقد الصلح يقصد به قطع النزاع والخصومة، وإن لعقد الصلح تفسيراً خاص بينه وبين المتعاقدين وله ما يميزه عما تشابه به من تصرفات وله من الخصائص والأركان كما له ما يستمد مشروعيته في الفقه الإسلامي والقوانين المدنية، كما له من آثار خاصة به.
ومن دواعي كتابة هذه الأطروحة هو الإختلاف البيّن في القوانين المدنية العربية في معالجة أحكامه وبيان معنى منضبط له، ذلك أن القانون المدني المصري ولدى من تتبع خطاه نجده قد نهج نهجاً يختلف عن القانون المدني العراقي الذي تأثر تأثراً كبيراً بالفقه الإسلامي في هذا المجال والأحكام الواردة في أغلبه.
وبالمقابل يلاحظ أن بعض التشريعات المدنية الحديثة وبالذات القانون المدني اليمني حاول أن يجمع بين القانون المدني المصري والعراقي.
وعلى هذا الأساس فقد تم تقسيم مواضيع أطروحتنا ودراستها إلى مقدمة وأربعة فصول، تضمن الفصل الأول ماهية عقد الصلح. أما الفصل الثاني فقد تضمن تحديد خصائص وأركان عقد الصلح وبيان مشروعيته وإثباته. وتضمن الفصل الثالث تفسير عقد الصلح وما يميزه عما تشابه به من تصرفات وطبيعته القانونية. أما الفصل الرابع فقد وضّحنا فيه آثار عقد الصلح. ثم خاتمة تضمنت أهم الإستنتاجات مع قائمة بالمصادر والمراجع. إقرأ المزيد