مشيخة الحسيني وهي مشيخة السيد كمال الدين الحسيني الدمشقي
(0)    
المرتبة: 323,150
تاريخ النشر: 04/04/2014
الناشر: دار البشائر الإسلامية
نبذة نيل وفرات:يأتي هذا الكتاب في سلسلة "مشيخة الحسيني" وهو العشرون فيها، وقد جاء بمثابة رسالة تقدمت بها المحققة إلى مجلس معهد التاريخ العربي والتراث العلمي - الدراسات العليا، ونالت بها المحققة درجة الماجستير بتقدير إمتياز.
والموضوع المتناول بالبحث هو من المواضيع الهامة في علوم الحديث، فإن معرفة أحوال الرجال، شيوخهم، تلاميذهم، ...مروياتهم، رحلاتهم، ووفاتهم، من الفنون التي اهتم بها علماء المسلمين إهتماماً كبيراً، وجعلوها من ضرورات العلوم، قال ابن خلدون: "ومن علوم الحديث النظر في الأسانيد، ومعرفة ما يجب العمل به من الأحاديث بوقوعه على السند الكامل الشروط؛ لأن العمل إنما وجب بما يغلب على الظن هدفة من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيجتهد في الطريق التي تحصّل ذلك الظن وهو بمعرفة رواة الحديث بالعدالة والضبط وإنما يثبت ذلك بالنقل عن أعلام الدين بتعديلهم وبراءتهم من الجرح والغفلة، ويكون لنا ذلك دليلاً على القبول أو الترك: "لذا اهتم السلف هذه الأمة بالترجمة لشيوخهم وذكر تلاميذهم ومعرفة شيوخهم ورحلاتهم العلمية وسماعاتهم، والمراكز العلمية التي درسوا بها... إلى غير ذلك من الوسائل التي تتعلق بمعرفة أحوال الشيوخ مما لة علاقة بالجرح والتعديل وقبول الرواية أوردّها.
وإن الإهتمام بالإسناد لم يكن مقتصراً على الأحاديث النبوية الشريفة والسيرة النبوية المطهرة؛ بل تجاوز ذلك إلى الوقائع والأخبار التاريخية؛ بل الأشعار والحكايات، وغدا الإهتمام برواية المصنفات مشغل المحدثين والأخباريين حتى عدّ الإسناد من أسباب توثيق النسخ.
وكان إختيار الباحثة لهذا الموضوع، كما تذكر، وهو القيام بتحقيق مشيخة السيّد كمال الدين أبي البقاء محمد بن حمزة بن أحمد بن علي الحسين الدمشقي الشافي (ت 933هــ)، فقد وصفه الإمام الغزي في كتابه "الكواكب السائرة بأعيان المائة العشرة" بــ(شيخ الإسلام، مفتي دار العدل بدمشق) وقال: "بلغني أن والده استجاز له من ابن حجر" ووصفه بأنه: اشتغل بالعلم على والده، وخالية النجمي والتقوي ابني قاضي عجلون، وعلى غيرهم، وتردد إلى مصر إلى مصر في الإشتغال والأشغال، ثم صار أحد الشيوخ المعوّل عليهم من الشافعية لدمشق فقهاً، وأصولاً، وعربية، وغير ذلك، وولّي إفقاء دار العدل بدمشق، وكان مقصد الطلاب.
وكان يدرس ويفتي مع تدريس البقعة بالجامع الأموي، وتدريس الشاميتين بدمشق الجوّانية والبرانية والعزيزية والتقوية والأتابكية، وكان مجلس درسه بالجامع الأموي شرقي مقصورته.
هذا ويعد هذا المعجم من المعاجم التي تنتمي إلى مدرسة الرواية وسير الشيوخ، فقد ترجم لشيوخه، وكانت هذه التراجم قد اشتملت على ذكر معلومات تاريخية وعلمية قيمة عن شيوخه، فضلاً عن إشتمالها على ذكر بعض مروياتهم ومصنفاتهم وذكر شيوخهم، وبعض حالاتهم الإجتماعية، الأمر الذي يجعل من هذا المعجم وثيقة تاريخية مهمة تعطي صورة عن الحالة الإجتماعية عن القرن التاسع والعاشر.
بالإضافة إلى ذلك، يعدّ هذا المعجم من المعاجم النادرة في فن التأليف عند المحدثين، فقد بدأ فيه المصنف برواية أربعين حديثاً عن شيوخه، وهو بذلك يعدّ من كتب الأربعينيات الحديثية، أما العمل على هذا الكتاب فقد تم تقسيمه إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول: رواية أربعين حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم بالأسانيد عن شيوخه، وأكثر مروياته أحاديث تعطي فكرة عن مدى إهتمام المحدثين برواية الأجزاء والفوائد الحديثية المختلفة، القسم الثاني: وهو عبارة عن ثبت ذكر فيه المصنف سنده إلى عدد لا بأس به من كتب الحديث والفقه، والتاريخ والأخلاق، وغير ذلك من الكتب التي لا يستغني عنها طالب علم، القسم الثالث: وهو عبارة عن معجم لشيوخه. إقرأ المزيد