توظيف الدين عند الحركات الإسلامية ؛ المسارات والتحولات
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار كنوز المعرفة العلمية
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إن عملية توظيف الدين بهدف السلطة لا تقتصر على دين معين دون غيره، فمن إستقراء تاريخ المجتمعات البشرية تلاحظ عملية التوظيف سواء أكانت في المجتمعات المعتنقة للأديان الوضعية كالمانوية والبوذية والوثنية، أم في المجتمعات المعتنقة للأديان السماوية كاليهودية والمسيحية والإسلام، وعلى الرغم من إختلاف الأديان وشعائرها وأيضاً آليات التوظيف، ...إلا أن دائرة التوظيف وأهدافها واحدة، تختلف المسارات والتحولات وتتجه نحو هدف واحد، فكما أن الكاهن الأعظم وجماعته (كهنة المعبد) يتجهون بالتوظيف إلى السلطة، كذلك الأمر بالنسبة لتوظيف الحركات الدينية في الأديان السماوية عبر العصور المختلفة.
وتنصب الدراسة في هذا الكتاب على الحركات الإسلامية، ذلك لأن الحقبة المعاصرة قد شهدت ظهوراً ونمواً واضحاً لهذه الحركات في واقع المجتمع الإسلامي وعلى الأخص المجتمعات العربية دون إستثناء، واتجهت مباشرة نحو السلطة في الدول العربية التي قامت فيها الثورات مثل مصر وتونس وليبيا، اختلفت طوائف المجتمع بصددها إختلافاً أدى إلى التنازع والصراع، مَنْ آمن بآرائها وأفكارها نظر إلى الآخرين نظرة العداء المؤدية للعنف والإرهاب، ومَنْ لم يكن عضواً فيها ووقف موقفاً مؤيداً لها دون الإنخراط في أفعالها وآرائها، نظر إليها نظرة الترقب والإرتياب والتردد بعد رؤية التناقض بين المقولات والأفعال، ومَنْ رفضها جملة وتفصيلاً نظر إليها نظرة المشكك الكاشف لعملية توظيفها للدين المؤدية إلى التخلف وتكفير المجتمع والإرهاب، تلك النظرة الصادرة من كل إتجاه للآخر أدت من خلال تنازعها وصراعها إلى تشتت هوية المجتمع، وعلى الأخص أن النظرة التنازعية لم تقتصر على الحركات المُوَظِفة تجاه الآخر، بل اتجهت ضد ذاتها، فكل حركة ادعت أنها على صواب والأخرى هالكة وليست على صواب. إقرأ المزيد