خاتمة القصيدة في القرن الرابع الهجري - في العراق والشام
(0)    
المرتبة: 331,571
تاريخ النشر: 18/03/2014
الناشر: النادي الأدبي
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون ثلاث أسابيع
نبذة نيل وفرات:أنه لا يخفى ما لقيته القصيدة العربية وغرضها من عناية كبيرة عند النقاد قديماً وحديثاً، وما زالت ميداناً للدارسين، وبمناهج وأدوات متنوعة، وأما خاتمتها فلم تحظ بهذا القدر من العناية؛ يدل على ذلك أن تحديد حيّزها - أصلاً - يكاد ينعدم لولا بعض الإشارات التي توحي بأنها آخر ما ...يقرع السمع، ويبقى فيه.
ولم يكن الأمر كذلك بالنسبة إلى المقدمة والغرض؛ اللذين رسم النقد القديم حدودهما من خلال حديثه عن التخلص وطرق الشعراء فيه؛ الإيجابية والسلبية؛ وليس هناك من ناقد أو دارس اجتهد في تحديد حيّز الخاتمة بطريقة علمية منضبطة... فأكثر من تناولها يعتمد بوضوح - كما سيأتي ذكره في ثنايا هذا الكتاب - على الذائقة التي لا تحتكم إلى معيار علمي بيّن؛ يمكن الإفادة منه في دراسات أخرى تطبيقاً أو تطويراً.
من هنا، نمت لدى الباحث عبد الرحمن بن صالح الخميس فكرة إستقراء (خواتم القصائد في محاولة لإستكشاف حدودها لإعطاء هذا الجزء من القصيدة مزيداً من العناية، مستنيراً في ذلك بآثار السابقين التي بقيت بشواهدهم ومقولاتهم، على أمل أن تكون دراسته هذه ولبنة تستحق مكاناً في بناء النقد الأدبي العربي.
وأما إختياره (خاتمة) القصيدة في القرن الرابع الهجري، بصفة خاصة، فلأن دراستها سبيل للوصول إلى رؤية متكاملة عن خواتم العصر العباسي؛ تلك التي استهلت بدراسة الخواتم في القرن الثالث، يضاف إلى ذلك أن القرن الرابع يعدّ قمة النضج للشعر العربي في الشكل والمضمون، وكان لذلك أثره في خواتم القصائد كما توصلت إليه هذه الدراسة.
وإلى جانب ذلك؛ فإن ذاك القرن وهو قرن احتضن شعراء كثر - زاد المشاهير منهم على عشرين شاعراً - كانت لهم عناية جيدة بخواتم قصائدهم شكلاً ومضموناً؛ وقد اشار ابن أبي الإصبع إلى تلك العناية في أثناء حديثه عن حسن الخاتمة بقوله: "وأما حسن الخاتمة في الشعر فقليل في أشعار المتقدمين، وأكثر ما عني بذلك المحدثون".
وأما تحديد الباحث دراسته لتنحصر إقليمياً بالعراق والشام، فلأنهما الإقليمان اللذان نالا التصيب الأوفر من شعر القرن الرابع، في العصر العباسي، وقد استقامت هذه الدراسة على الشكل التالي: تمهيد وأبواب ثلاثة، أما التمهيد، فقد تم فيه تناول معنى (الخاتمة) لغوياً، والوجه الأصح لجمعهما، ومفهوم (خاتمة القصيدة) عند النقاء القدامى، مستنطقاً شواهدهم، ومستخرجاً أبرز مقوماتها المعنوية والأسلوبية؛ لإعتمادها في تحديد خواتم القصائد الداخلة في ميدان الدراسة، كما تم تناول قيمتها وأهميتها في الدراسات النقدية؛ وذلك من خلال تتبع المصطلحات الثلاثة التي أطلقها النقاد على هذا الجزء من القصيدة؛ المقطع والإنتهاء، والخاتمة.
وتم تخصيص الباب الأول لمضامين الخواتم، وفي الباب الثاني دراسة أنواع الخواتم وعلاقتها بالغرض الأساسي للقصيدة، أما الباب الثالث فقد جاء فيه تحليل للجداول الإحصائية التي اعتمدتها الدراسة، وبيان، وعلى مقياس (الرُّبَيْعِيّات)، أحد مقاييس النزعة المركزية التي تعين في معرفة الظواهر المتطرقة كثرةً أو قلّة، وثم تفسير وتعليل لأرقام تلك الجداول، بعد ذلك ختمت الدراسة بأبرز ما توصل إليه الباحث من نتائج، وتبع ذلك ملحقاً إحصائياً، وثبت للمراجع، وفهرس للمحتوى. إقرأ المزيد