تاريخ النشر: 06/03/2014
الناشر: طوى للنشر والإعلام
نبذة نيل وفرات:عندما نفرغ من قراءة "كل البشر كاذبون" للأرجنتيني "ألبرتو مانغويل" نتساءل هل نحن إزاء نص روائي واحد أم سيرة فنية لصديق الكاتب؟ وهنا يثور السؤال هل تكفي شهادة شخصية معينة على أحداث ووقائع متفرقة في أزمنة وأمكنة معينة ومشاركة الكاتب في رويِّها لتشكل نصاً روائياً؛ وهذا كله يقود إلى ...سؤال عام لماذا انمحت الحدود بين الأنواع الأدبية إلى حد الخلط بين الرواية والسيرة الذاتية؟.
بالدخول إلى "كل البشر كاذبون" من عتبتها الأولى"ولقد قلت على عجاته: كل البشر يكذبون [زبور ج CXV I] يعني أن الكاتب أطلق حكمه منذ البداية وبدأ في تأكيده من خلال عملية الروي مستحضراً شخصية فنان مثل "أليجاندرو بيفلاكا"، الذي تعمقت جذوره في يوم ما في منطقة "بواتو شارانت" في محاولة لرد الإعتبار لهذا الفنان بعد موته، حيث أراد أن يعطي لبيفلاكا سيرة ذاتية جديدة مبنية من عناصر مستلة من ذكريات أعيد تكوينها بمساعدة الكلمات. يقول الكاتب: "إذا كان عليّ أن أدافع عن قضيتي أو أن أبرز جهدي لكي أصف شخصية بالغة الغموض والعتمة، فسأقول، مهما كانت إستيهامية، إن بيفيلاكا يجسد بالنسبة إليّ نوعية مرعبة في إنسانيتها، إذ لا يوجد شيء بطولي في هذا، ولا جرأة، ولا حتى شغف. ولكن يوجد شيء أقل فخامة، وأكثر تفاهة. نوعية قائمة في منتصف الطريق بين الضلال والرغبة، بين ما تقوله خطأ وما نحاول أن نؤكده زيفاً، إذ ليس الطريق بين الاضلال والرغبة، بين ما تقوله خطأ وما نحاول أن نؤكده زيفاً. إذ ليس الكذب هو الذي يفترض وجود فعل مقصود وشكل فني (...) وسأذهب حتى إلى أبعد من هذا. وأسأل نفسي إذا كان بيفيلاكا نفسه يعرف نفسه في مجموعته هذه التأويلات للسيرة الذاتية، إذ كيف نعرف من بين كثير من الصور التي ترسلها لنا المرايا، أيها يعكسنا على نحو وفيّ، وأيها يخوننا؟ وكيف. من مكاننا البالغ الصفر في العالم، نلاحظ أنفسنا بأنفسنا من غير أن نحشر أنفسنا في الخيال، وكيف نميز الرغبة من الواقع؟"
وبعد، "كل البشر كاذبون" أثر روائي ممتع، يطرح علاقة الفن بالأدب، ويقدم مادة معرفية متنوعة وغنية، في عالم مرجعي يحيل إلى دور الفن في تجسيد الواقع ... إقرأ المزيد