تاريخ النشر: 01/01/2022
الناشر: دار الحوار للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إن من يحاول تعريف "الخيط القرمزي"، الخيط الذي يربط بين أعمال فروم كلها، سيكتشف أولاً، المقاربة الاجتماعية - النفسية التي اعتمدها في البحث عن مساعي الانسان العاطفية المُقَولبة اجتماعياً. مع ذلك، وفي الفترة من ثلاثينيات القرن العشرين، وبالتزامن مع مغادرته معهد البحث الاجتماعي، وفي سجالاته العنيفة مع دوركها ...يمر، وماركوز، و أدورنو، يتضح أمر مهم، فبالإضافة إلى اكتشاف أن فروم مختلف، وهذا أمر لا لبس فيه، تتضح رؤيته الإنسانية للإنسان والعالم... رؤية تغدو مميّزة ومتميزة.. وتستمر في حياته كما الخيط القرمزي.
وكلما أراد فروم، ومن هذه النقطة فصاعداً أن يوصّف حتى أفكاره، يعمد إلى استخدام صفة "إنساني" فيتحدث عن علم الإنسان الإنساني، عن الاشتراكية الإنسانية، عن الإدارة الإنسانية، عن الأخلاق الإنسانية، وعن اليوتوبيا الإنسانية. هذا وإن في تقييم فكر فروم غالباً ما كون هذا الإيمان الإنساني بالإنسان، وبالضبط، هو المتسبب في افتراق العقول (Parting of the mind) فكيف يستطيع فروم أن يؤمن وهو الذي أدرك بوضوح تام الآثار الضارة لاغتراب - الإنسان الذاتي - والذي فسره في ضوء العلاقات الثقافية الاجتماعية الاقتصادية بين البشر، وكشف في الوقت نفسه القتاع عن أي "خلاص salvatin" من الخارج هو مجرد تعبير عن تغرب الذات... فكيف يستطيع بعد ذلك كله أن يؤمن بالإنسان، ففي متن هذه النصوص التي يضمها هذا الكتاب، وهي من كتابات فروم غير المنشورة يلمح القارئ إجابة مزدوجة الإسلوب على هذا السؤال؛ فهي تظهر، ومن جهة، كل حدود تدميرية الذات المرعب لدى الإنسان المعاصر، وتتحدث في الوقت نفسه عن الإمكانيات الحقيقية التي تفضي إلى أن يصبح الإنسان سعيداً. فهناك يوتوبيا "حقيقية" مادام الإنسان قادراً على الوصول جزئياً، على الأقل، إلى طاقاته القادرة على تعزيز النمو. وقد ساهمت تبصرات التحليل النفسي في إطلاق فروم لفلسفته الإنسانية التي يقول فيها إن اللاشعور يمثل الإنسان بكليّته والبشرية كلها؛ إذ ينطوي اللاشعور على طيف كامل من الإجابات الممكنة، وأية ممكنات تصقل.. وأية ممكنات تعاق، وأيها يكبت... وهذا أمر بالغ الأهمية. يقول فروم أنه ومن الأساس، وعلى الرغم من أن "... الإنسان، في أي ثقافة، يُواجه بسلسلة كاملة من الممتلكات: فهو الإنسان القديم، الوحش المفترس، آكل لحوم البشر، لكنه أيضاً الكائن القادر – على التفكير، على الحب، وعلى العدل... لكن، وبما أن الإنسان لا يوجد إلا ككائن اجتماعي، فإن النمط الخاص للمجتمع الذي يعيش فيه يقرر ما هي الممكنات المفضّلة، إذ يشكل كل مجتمع طاقات البشر بطريقة تجعلهم يرغبون في فعل ما ينبغي أن يفعلوه من أجل حسن سير عمل المجتمع فتتحول الضرورات الاجتماعية إلى احتياجات شخصية، إلى "طبع اجتماعي". مع ذلك فإن كل مجتمع لا يشجع فقط ممكنات معينة تكون في تصرف لا وعي البشر، بقدر ما يجعل هذه الممكنات معروفة ويدفع الفرد الى الارتباط بها. أما الممكنات والنزعات التي تتناقض مع أنماط السلوك الاجتماعية – طبائع المجتمع – فتُقمع وتكبت. ولهذا وكما يبين فروم "يمثل عقلنا الواعي بشكل رئيسي مجتمعنا وثقافتنا، بينما يمثل لا وعينا الإنسان الكوني في كلّ منّا". يمارس الإنسان كل الإنسانية ويمارس نفسه كـ "قديس وآثم، طفل وراشد، عاقل ومجنون، إنسان كما كان في الماضي وكما سيكون في المستقبل "هذا الشرط هو ما جعل الفلسفة الإنسانية تجد تبريرها الأقصى في التجربة الإنسائية، أي في الأنسنة والأثر المنتج لجعل الوعي لا وعي. يكتب فروم: تتمثل هذه التجربة الإنسانية في الشعور بأن لا شيء إنسانياً مخالفاً لفكرة: "أنا أنت"، في أن المرء يستطيع فهم إنسان آخر، لأننا نتشارك كجزء من ملكياتنا المشتركة نفس عناصر الوجود الإنساني... توسيع وعي – الذات بأن التجربة الإنسانية تقرّب الإنسان من نفسه في كامل أبعاد إنسانيته المشتركة [...] أنتج فروم نصوص هذا الكتاب خلال السنوات العشرين الأخيرة من حياته.
وقد تميزت هذه النصوص بعمق الرؤيا في كامل نطاق اغتراب – النفس الإنسانية وكأنها في إيمان متواصل حتى آخر لحظة في حياة الإنسان. وقد جرى جمعها من محاضرات ألقاها فروم، وأخرى من نصوص بعض محاضرات كتبها فروم في مناسبات خاصة (خصوصاً ما تضمنه الجزء الثاني من الكتاب من نصوص حيث انطوت هذه المحاضرات على مبادرات واعترافات إنسانية، بالإضافة إلى ذلك ما تضمنه الكتاب من نصوص هي ما كتبه فروم كمخطوطات كتاب (كما في الجزء الثالث الختامي من هذا الكتاب والتي تعلمت باليوتوبيا الحقيقية لنمط الكينونة الموجودة، وفقاً لما جاء لدى كلّ من إكهارت وكارل ماركس).نبذة الناشر:يعبد الإنسان وسائل وغايات الجشع: الإنتاج، الإستهلاك، القوة العسكرية، الأعمال التجارية، والدولة، وبقدر ما يقوّي أصنامه بقدر ما يضعف هو، وبقدر ما يشعر بالخواء، وبدلاً من البهجة، يسعى الإثارة، وبدلاً من الحياة، يحب عالم الأجهزة المؤتمتة، وبدلاً من النمو، يسعى إلى الثروة، وبدلاً من الكينونة، تراه مهتماً في الإمتلاك والإستعمال.
* أعتقد أن تجربة الحب هي الفعل الأكثر إنسانيةً وأنسنةً، والذي يُمنح للإنسان ليستمتع به، وهو، مثل العقل، لا معنى له إن تصورناه بطريقةٍ مجتزأة.
* أعتقد أن الحرية هي القدرة على اتباع صوت العقل والمعرفة في مواجهة صوت المشاعر اللاعقلانية.
* أعتقد أن "النضال من أجل الحرية" يتمتع عموماً بالمعنى الوحيد لمقارعة السلطة المفروضة بالقوة، وللتغلب على الإرادة الفردية.
اليوم، ينبغي أن يعني "النضال من أجل الحرية" تحرير أنفسنا فردياً وجمعياً من "السلطة" التي خضعنا لها "عن طيب خاطر"، كما يعني تحرير أنفسنا من القوى الداخلية التي تقتضي هذا الخضوع لأننا غير قادرين على حمل الحرية. إقرأ المزيد