تاريخ النشر: 01/01/1982
الناشر: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:الإغتراب الداخلي هي الموضوعة التي يعالجها إلياس الديري في روايته "عودة الذئب إلى العرتوق" يعالج الديري هذه المسألة، من خلال بطله "سمران الكوراني" وهو بطل نموذجي، ثابت الطباع، ومقولب في إطار قناعات الروائي الأخلاقية والفكرية، يتحرك وفق إيقاع عام، ومناخات متشابهة . فسمران هذا يبحث عن ذاته وخلاصه الفردي، ...تموج في صدره الرغبات المتناقضة، يتأرجح بين الإندماج في مجتمعه والإنفصال عنه، ويتردى في حالة من الوحدة والتشتت، ويظهر كشخصية سلبية حتى الفناء "يريد أن يتبخر فجأة إلى اللامكان، تمر عاصفة خانقة، يمر إعصار، فيأخذه إلى شواطئ نائية وبحار لم يكتشفها إنسان، وغابات لا تزال عذراء، وهناك يتحول إلى ذرات لا وظيفة لها، يتكون منه غمام لا يحمل مطراً، لا شيء". هذه السلبية تعود بجذورها إلى ماضي طفولته، المثقل بتراث قمعي يمثله الأب (جبرون) الجبار وتماهيه بأمه الضعيفة "فهيدة" ورضوخها. لذا نجده يمتثل بسهولة لإرادة (مالك) قائد مجموعته، وينقاد لأسيلا حبيبته، كما لأوامر الحزب الذي ينتمي إليه، الماضي يلفظه والمستقبل يخيفه. وهو في هذه النقطة صامت وحيد، وصوت داخلي يتهف به "حدد موقفك، حدد اتجاهك" وعندما حاول أن يحدده في اتجاه الماضي "القرية، الطفولة، الأرض، حرج العرقوب، دهمه إحساس غريب، وسقط في دهشة اللامألوف، تنكر للواقع فأنكرته ضهر المهر.. وبين بيوت ضهر المهر المستحدثة تبعثرت ملامح حلم طفولي".
وعلى هذا تمثا "عودة الذئب إلى العرتوق" إشكالية الإغتراب العامة والنموذجية، تلك التي تعكس التفاعل بين الذات والآخر، أو الإغتراب عنه، وهو ما يتمظهر في رصد الروائي لنقاط التقاطع والإختلاف بين الإثنين في هذا العمل. إقرأ المزيد