تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: دار طويق للنشر والتوزيع
ينصح لأعمار بين: 15-18 سنوات
نبذة نيل وفرات:قبل أن تبدأ العطلة الدراسية كان الأستاذ محمود يتفق مع مجموعة من التلامذة على القيام برحلة إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، يتخلل ذلك إقامة مخيم في وسط الغابة يذكرون فيه إسم الله ويتناوبون على قراءة القرآن الكريم. فرح الأولاد بهذا الخبر السار، فهم سيتعرفون على بلاد جديدة، ويرون ...أماكن لم يروها من قبل، ويتعرفوا على أناس لم يقابلوهم من قبل، إضافة إلى أنهم سوف يتعرفون على بعضهم عن قرب بعيداً عن الصفوف في المدرسة وأنظمتها الصارمة. إنطلقت الحافلة، وصعد الجميع، وودع كل أهله الذين تمنوا له التوفيق في سفرته.
وفي هذه الأثناء بدأ الأستاذ بتعليم الأولاد شروط الوضوء وإقامة الصلاة وحدثهم عن أركان العبادة وفضل قراءة القرآن، وروى لهم بطولات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في السلم والحرب، فكلمهم عن صحابي جليل استشهد في سبيل الله هو حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه ومن أبرزهم عبيدة بن الحارث رضي الله عنه، والإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه وآخرون من المدافعين عن حياض الإسلام. وقبل أن تنتهي الرحلة وفي الطريق إلى الغابة التي كان من المفترض: إقامة مخيم فيها اصطدمت الحافلة الصغيرة التي كانت تقلهم بجذع شجرة، الأمر الذي يضطرهم إلى الإستعانة بعمدة البلدة لإصلاحها. وبعد أن تم للعمدة ضيافتهم حسب الأصول، هموا بالمغادرة، ولكن أهل البلدة حذروهم من عفريت الغابة الشرير الذي لن يسمح لهم بالإقتراب من مملكته، لم يأبه الأستاذ محمود وتلامذته لهذا التحذير، لأنهم يمتلكون سلاحاً أقوى من كل أسلحة الدنيا، إنه (القرآن الكريم) الذي كانوا مؤمنين به، حيث تناوب الجميع على قراءته ذاكرين الله قياماً مقعوداً، ما جعل العفريت يهرب من الغابة وينجو بنفسه قبل أن يحترق، "فجمع قواه وابتعد عن الغابة، عازماً على ألا يعود إليها أبداً". وفي النهاية تجمّع الكل وسط الغابة، حيث كان معسكر الشباب، أصحاب القرآن، وجميع الأهالي بدو متحلقين فرحين حول الأستاذ محمود، والطعام والشراب يدور بين الجميع، فشكر الأستاذ محمود أهل البلدة وتابع وتلاميذه سيرهم المبارك نحو أرض الرحمن، للقيام بالعمرة التي خرجوا من بلدهم ليؤديها معاً تقرباً إلى الله وطلباً لمحبته وغفرانه. إقرأ المزيد