تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
نبذة نيل وفرات:تعود هذه المخولات، في معظمها، إلى القرون المسيحية الأولى، وهي في اللغات البيبلية المعروفة، كالعبرية واليونانية والآرامية والحبشية والقبطية واللاتينية والعربية، وهي في معظمها، أيضاً،م من شيع يهودية، متنصرة مختلفة، منها ما هو على صراط مستقيم مع العقيدة الرسمية، ومنها ما هو مخالف لا يعني رفضه رفضاً حاسماً.
من هذه ...المخولات ما وصل كاملاً، ومنها ما وصل ناقصاً، أو مشوهاً، ومنها ما ضاع ولم يبق إلا ذكر اسمه في كتابات آباء الكنيسة المعاصرين له، ومنه ما نسخ مراراً حتى كان هناك منه روايات عدّة مختلفة بعضها عن بعض، ومعظمها وضع بأسماء رسل المسيح وتلاميذه، وذلك لإضفاء صفة القداسة والمصداقية عليه.
وأما المجموعة الأولى من هذه المخولات، أي الأناصيل، وهي موضوع هذا الجزء من هذا المؤلف، فهي تتكلم عن مراحل يسوع الأساسية في حياته، بسردٍ ضاف من المعجزات والخوارق، وقد تم فيها إعتماد التصنيف التالي: 1-أناجيل طفولة، 2-وأناجيل آلام، 3-أناجيل غنوصية، 4-نبذات أناجيل.
وقد كتب هذه الأناجيل المخمولة لسببين: أولهما: لملء فراغ في حياة يسوع، وبنوع خاص، من ولادته حتى ظهوره على نهر الأردن، أي في فترة الثلاثين سنة في حياته، المسمّاة حياة يسوع الخفية، فالمؤمنون يريدون بإلحاح معرضة حياة معلمهم وأعماله وأقواله، فكتب لهم من كتب، ونسب ما كتب إلى أحد الرسل، ليروّج لما كتب بصورة سريعة، ثانيهما: لإظهار ألوهية يسوع في حياته كلها، في تعاليمه وأفعاله، كما في مماته وقيامته.
لذا، أضفى الكتاب كمّاً من الخوارق والمعجزات يكاد يكون المسيح فيها ساحراً وصانع خوارق، وأما الأسلوب الذي اتبعه المؤلف، فهو أسلوب أدبي، وذلك لإقناع القارئ والسامع بمقصده، فالأسلوب هنا ليس هو الهدف، أكان أسلوباً علمياً أم أدبياً خارقاً، وإنما الهدف بيان ألوهية يسوع بأي شكل أو أسلوب كان، كذلك هو أيضاً شأن "الأعمال والرسائل المخولة" موضوع الجزء الثاني من "المخولات"، فهي في مضمونها وأسلوبها أعمال الرسل والتلاميذ الخارقة، مثلها مثل أعمال المعلم الخارقة لقد ركزت، شهادة لإيمانهم به، على شفاءات كثيرة جرت على أيديهم، كما على إقامة موتي، ومعارف غبية، فأقنعوا بها حكاماً كافرين أو مقوهم في شباك إيمانهم، ودلّوا على أن الكنيسة التي قاموا بتأسيسها هنا وهناك هي كنيسة رسولية جامعة... وهذا مألوف في ذاك الزمان في الكرازة وتبشرين الكافرين وتثبيت المؤمنين.
وكذلك هو أخيراً شأن "الرؤى المخولة"، موضوع الجزء الثالث من "المخولات"، أسلوبها، أيضاً، هذا أسلوب رؤيوي، أبو كالبتي، أُخرَوين، ومضمونها هو ما يحدث للأبرار في آخر الزمان، وفي السماوات، وهذا أيضاً من مألوف ذاك الزمان في فهم سعادة السماويين، وفي إقناع أهل الأرض بإيمانهم. إقرأ المزيد