الشرق والغرب في السيرة الذاتية العربية
تاريخ النشر: 29/07/2013
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي، نادي مكة الثقافي الأدبي
نبذة نيل وفرات:كثيرة هي الأبحاث النقدية التي عُنيت بدراسة الشرق والغرب في الرواية العربية، لا سيَّما الدراسات النقدية المقارنة في الأدبين الإنجليزي والعربي، لكن القليل منها، هو الذي عني بصورتي الشرق والغرب في السيرة الذاتية العربية.
وربما كان طغيان فنِّ الرواية على السيرة الذاتية، وبخاصة في العصر الحديث، هو الذي جعل النقاد ...يعنون عناية كبيرة بفنِّ الرواية، الأمر الذي أدى إلى قلة الدراسات حول فنّ السيرة الذاتية، على الرغم من الثراء الفني والفكري لفن السيرة في أدبنا العربي قديماً وحديثاً.
وهذا ما وجه البحث ليعنى بهذا الفن، وبخاصة صورتي الشرق والغرب، في سيرتين محوريتين في أدب السيرة الذاتية العربية، هما: سيرة (الإعتبار) لأسامة ابن منقذ، كونها من السير الذاتية الرائدة في أدبنا العربي القديم، وسيرة (الأيام)، لطه حسين، كونها من السير الذاتية التي كثرت الدراسات النقدية حولها في أدبنا العربي الحديث.
على أن إهتمام البحث لا يقف عند دراسة صورتي الشرق والغرب فحسب، ولكنه يعنى بهاتين الصورتين من خلال المعالجة الفكرية والنقدية لهما، وتأتي هذه الدراسة لتكمل جهود الدارسين السابقين في هذا الحقل الأدبي الثري في الأدب العربي القديم والحديث.نبذة الناشر:حينما كنا: أَنا وشقيقاتي، في المرحلة الإبتدائية، اعتدنا أنّ توقظنا جدتي، رحمها الله، كل فجر؛ بأن تنادينا مرتين، ثم تضيء نور الغرفة في المرة الثالثة، مرددة وردها اليومي من التسبيح والتهليل، وكانت مع كل مفتاح كهرباء تضغط عليه تقول بامتنان عذب: الله يجعل عظامه في الجنة! والهاء في (عظامه) تقصد بها مخترع الكهرباء (إديسون)، الذي لا تعرف اسمه أَو عرقه؛ فكنا نصيح فوراً، متذكرين همّي البرد والمدرسة: كافر، كافر في النار... وبثقة لا تختلف عن امتنانها المستديم، كانت تكرر علينا ردها اليومي المعهود: (والله ما يخيِّب ربي راعي هذا التصنيع!).
جدتي لم تسمع بحوار الحضارات أو صراعها، ولا تعرف من الشرق سوى شروق الشمس، ولا منِ الغرب إِلا غروبها، بل لم تدخل في حياتها مدرسة قط... من أَلهمها ذلك الرجاء؟ أهو الإيمان بعظمة الله ورحمته؟ أهو تقدير ذلك الإختراع الإستثناء؟ أَهي الطبيعة المتسامحة لدى بعض بني الإنسان مع الآخر؟.
جدتي لم تحكم نيابةً عن الله، ولم تحكِم غيابياً على أحِد، لكنها كانت تؤمن أَن الله طيب لا يقبل إِلا العمل الطيب... لذا سألت له الجنة... أملها الواسع تجاوز السماء، تجاوزها إِلى الجنة، إِلى الله!. إقرأ المزيد