الثقافة السعودية ؛ مقاربات في تأريخ الأدب وتحليل الخطاب
تاريخ النشر: 01/03/2013
الناشر: طوى للنشر والإعلام
نبذة نيل وفرات:ومع أن النقد الأدبي السعودي قد انتقل سريعاً إلى البنيوية وإلى ما بعدها، وكان هناك نقاداً يتعاملون في نقدهم مع أحدث النظريات النقدية العالمية، إلا أن التاريخ الأدب بقي بعيداً عن إعمال المقولات الحديثة في دراسته، فتأريخ الأدب السعودي ما زال في العمق الصحراوي بعيداً أو مبعداً عن شواطئ ...هوامشه على الرغم من الإنفجار المعلوماتي العظيم الذي سيدرك إهتزازه العميق هذا الفن الأدبي السعودي؛ فضلاً عن كل ذلك فالأدب الرفيع ليس مرتهناً بكل تلك الأساسات، إذ أن الأدب الجاهلي كان وما زال أدباً رفيعاً، كما أن الدراسات الأنثروبولوجية أثبتت أن كثيراً من آداب الهنود الحمر في أمريكا كانت آداباً راقية...
وإلى هذا، فإن الأدب الرفيع إنما هو رهنٌ بإرتباطه الصادق بمكنونات الطبيعة التي يعيشها الأدباء، وبتعبير الصادق عن الإنسان الثقافية التي يتواشج معها... إن تاريخ الأدب هو تأريخ النسق، فالأدب في تحولاته يمثل أحد وجوه تغير النسق الإجتماعي والثقافي العام، ومن الأولى دراسة ذلك التغير النسقي دراسة تقوم على تعدد الإنساق المؤثرة في ذلك التغير بشكل عام من خلال نظرة كلية إطارية...
وبشكل خاص من خلال الحفر في النصوص الأدبية والثقافية والعلمية والميدياوية الحديثة لمتابعة أخاديد النسق وما تتركه رياح الأنساق المتعددة من آثار تعرية مختلفة.
من هنا، تأتي هذه الدراسة التي تأخذ شكلاً مغايراً في نتائجها عن النظرة المدرسية لتأريخ الأدب السعودي التي توافقت معها كل البحوث دون إستثناء... علّها تكون فاتحة لدراسات قادمة ربما تكون أكثر عمقاً في دراسة أنساق المجتمع الثقافية، وما تحدثه من تغييرات في الأدب وفي الإبداع.
وإلى هذا، فإن هذه الدراسة تقارب عدة تساؤلات هي: لماذا كانت أقوى معارضة للحداثة الشعرية في الحجاز؟ وهل فعلاً أن الحجاز كان متقدماً عن بقية أجزاء المملكة السعودية في الوعي وفي السبق للحداثة؟ لماذا اعتبرت الحركة الأدبية في الحجاز ممتدة من العهد الهاشمي إلى العهد السعودي على مستوى الفكر وعلى مستوى الوعي وعلى مستوى ثيمات الأدب وأساليبه دون دراسة القطيعة ما بين العهدين، ولماذا تم تجاهل موقف الأدباء من هذا الإنتقال المفاجئ؟ لماذا لم تجر دراسات حول تلمس الفرق ما بين العهد الهاشمي والعهد السعودي على مستوى الفكر وعلى مستوى الوعي وعلى مستوى ثيمات الأدب وأساليبه؟...
لماذا يعدّ كتاب "خواطر مصرحة" لمحمد حسن عواد الذي نشر بعد عام واحد من ضم الحجاز إلى الدولة السعودية جزءاً من منظومة الأدب السعودي دون التطرق لعلاقته بالفترة السابقة؟ هل كانت هنالك حركة نقدية حقيقية أثر فيها ظهور كتاب عبد الله عبد الجبار التيارات الأدبية في قلب الجزيرة العربية؟ لماذا لم يظهر شعراء وأدباء وكتاب عظام في المملكة العربية السعودية حتى قبيل الطفرة الروائية؟ هل التحولات التي حدثت في الفكر وفي الأدب هي تحولات طبيعية حدثت في مجتمع طبيعي؟ هل هنالك شيء يعيق تقدم الفكر والفلسفة والأدب والوعي بشكل عام؟.
إن هذه التساؤلات، كانت مدار هذا الكتاب ببحوثة المتنوعة، إذ أنه ضم عدداً من البحوث والمقالات التي ارتبطت قوياً بفكرة النموذج المصنوع (نسق الأتساق). إقرأ المزيد