تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: درغام للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:الشاعر! الكثيرون يعرفونه بهذا الإسم على أنه يختصره، وما سوى القليلين يعرفون أن الشعر سنبلة واحدة من بيدره الكثير، قد تكون الأبرز، لكنها ليست الوحيدة.
إنه سعيد عقل... في محاضراته والخطب، كما في مقالاته ومقدمات الكتب، تتشظى خواطره في دُرَب الفكر والفلسفة والتاريخ واللاهوت، والفن والسياسة والعلم، وقد يتركز النص ...كله على دربة واحدة منها. أما قصيدته فيستحيل ألا تجمع فيها باقة من فضائل وعواطف ومثل عليا، تسمو بقارئها... فالمناسبة لا تعود سوى مبرر، غزلاً كانت أم إستذكاراً أم قولة تكريم. كأنما القصيدة، بعده، تخجل أن تخرج من الشاعر إلى الناس إن لم تكن "ثقيفة" مرتدية أبهى الأفكار وأنبل العواطف، كأنما بدون هذه، تخرج غير لائقة، وتخجل من ذاتها ومن مشاعرها. شعره والنثر من مقلع واحد: الجمالي، بالإزميل نفسه ينقش القصيدة، والقطعة النثرية، لا فرق لديه بين نثر وشعر "كلاهما فن عظيم"، ويشدّد: "نُهين النثر إذا قاربناه من الشعر، ونُهين الشعر إذا قلناه منثوراً، لذا فهو يتقن نثره إتقان شعره.
وهذا ما دفع "سعيد تقي الدين" إلى القول عنه إنه "أعظم من كتب النثر في العربية"، وفي السياق نفسه قال الناثر الجماليائي الآخر انطون قازان في تقديمه ذات يوم: "ما خفت على نثره من شعره، بل عجبت لثنائيةٍ في الإبداع، هذا القلم المطيّب، حين يقدم الرفاقه، يشدّهم إليه بلولبةٍ حدّ البراعات، حتى لكأنه هو المعنيّ "سعيد عقل" يستحيل ألا يُروع"، خمسين ساعة جلس إليه الشاعر هنري زغيب... جلسات لتكون حصيلتها شبه سيرة ذاتية يدونها من خلاله، إذ أن طول صداقتهما معاً (منذ 1972) لم تسعف هنري زغيب في إستباق ما سوف يقول، ما قاله في تلك الساعات الخمسين، كان معظمه جديداً عليه، يوماً بعد يوم، يتابع يكتشف ويستنتج الحصائل الأخيرة، فكيف بالإمكان تكثيف فكر "سعيد عقل" في خمسين ساعة؟.
كيف يمكن إختصار دفق معلومات "سعيد عقل" هذه، بأسمائها وأرقامها وإحصاءاتها، في صفاء ذهني عجيب، وذاكرة دقيقة لا تخون! قد ينسى تاريخاً ذا علاقة به، لكنه لا ينسى تاريخاً ولا إسماً ذا علاقة بلبنان، هو الذي لم يكتب طوال عمره كلمة واحدة إلا من أجل لبنان: "شُلح زنبقٍ أنا... اكسرني على ثرى بلادي، كيف قارب هنري زغيب فكر سعيد عقل في هذا الكتاب: تسلسلاً زمنياً؟ أم محطات، بل قاربه من خلالهما معاً زمناً ومحطات... على ما فيهما من دهشة مرافقة وإكتشاف، تتضح صورتهما تباعاً في فصول هذا الكتاب...نبذة الناشر:خمسين ساعة جلستُ إليه، وكان الزمانُ قصيراً .عشرات الأفكار والآراء والمبادئ والذكريات مدى ما يزيد عن خمسين سنة، اختصرَها في خمسين ساعة .طوال جلساتي إليه، لم يخنْه استذكار. متّقد البصر والبصيرة. شبابٌ في الحيوية والانفعال. في الحماسة والتفاؤُل بالغد. مصادرةٌ على المستقبل لتحقيق أحلامه والمشاريع .رحلة في عقل سعيد عقل؟ متعةٌ ذهنيةٌ يعطاها كلُّ من يُقْبِل على المعرفة بتواضُع العلماء وبكارة الاقتبال وبراءة الإصغاء.
العُدّةُ اكتملَت. والنيّةُ انعقدَت .فَلْتَبْدَإِ الرحلة.. إقرأ المزيد